اختتم البابا ليو الرابع زيارته الخارجية الأولى، وهي رحلة استمرت ستة أيام إلى الشرق الأوسط، وانتهت يوم الثلاثاء في بيروت. وتأتي هذه الزيارة في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية حادة يعيشها لبنان، بالإضافة إلى التوترات الأمنية المتصاعدة. وقد ركزت زيارة البابا ليو الرابع إلى لبنان على دعم الوحدة الوطنية وتقديم العزاء للشعب اللبناني المتضرر من انفجار مرفأ بيروت المأساوي.
أبعاد زيارة البابا ليو الرابع التاريخية إلى لبنان
تعد زيارة البابا ليو الرابع إلى لبنان ذات أهمية خاصة، حيث أنها أول زيارة له إلى الخارج منذ توليه منصبه. وقد حرص البابا على زيارة مرفأ بيروت، الذي شهد انفجارًا مدمرًا في الرابع من أغسطس عام 2020، وأسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف، وتشريد أكثر من 300 ألف نسمة. وقدم البابا صلاة صامتة وأضاء مصباحًا إحياءً لذكرى الضحايا.
لم يتمكن لبنان حتى الآن من إكمال التحقيق في أسباب الانفجار، مما أثار غضبًا واسع النطاق واتهامات بالفساد والتراخي الحكومي. وتجمع عائلات الضحايا في المرفأ في الرابع من كل شهر للاحتجاج على عدم تحقيق العدالة. وتأتي زيارة البابا في محاولة لتقديم الدعم المعنوي والضغط من أجل إجراء تحقيق شامل وشفاف.
الوضع الاقتصادي والأمني في لبنان
يواجه لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة، حيث انهار سعر صرف الليرة اللبنانية وارتفعت معدلات البطالة والفقر. وقد أدت الأزمة إلى تفاقم التوترات الاجتماعية والسياسية، وإلى اندلاع احتجاجات واسعة النطاق. بالإضافة إلى ذلك، يشهد لبنان حالة من عدم الاستقرار الأمني، بسبب الصراعات الإقليمية وتواجد الجماعات المسلحة.
وقد أعرب البابا ليو الرابع عن قلقه بشأن الوضع في لبنان، وحث القادة السياسيين والدينيين على العمل معًا من أجل تحقيق السلام والاستقرار. كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة الإنسانية والاقتصادية للبنان.
رسائل البابا ليو الرابع خلال الزيارة
ركز البابا ليو الرابع في خطاباته وتصريحاته على أهمية الوحدة الوطنية والحوار بين الأديان. وحث الشباب اللبناني على عدم الهجرة والبقاء في بلدهم للمساهمة في بناء مستقبل أفضل. كما أكد على ضرورة احترام حقوق الإنسان والحريات الدينية للجميع. كذلك، تناول البابا قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مجددًا دعم الفاتيكان لحل الدولتين، مع التأكيد على أن “إسرائيل صديقة لنا”.
وشدد البابا على أهمية التمسك بقيم المحبة والتسامح والعدالة. وحث اللبنانيين على تجاوز خلافاتهم والعمل معًا من أجل تحقيق السلام والاستقرار والازدهار. وسبق الزيارة، التقى البابا بشخصيات دينية بارزة، من بينها المفتي اللبناني عبد اللطيف دريان، في محاولة لتعزيز الحوار بين الأديان.
تفاعل الشارع اللبناني مع الزيارة البابوية
لاقت زيارة البابا ليو الرابع استقبالًا حافلًا من قبل الشارع اللبناني، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو السياسية. فقد عبر العديد من اللبنانيين عن أملهم في أن تساهم الزيارة في تحسين الوضع في البلاد. وتستمر زيارة البابا إلى لبنان في إثارة نقاشات حول مستقبل البلاد، والحلول الممكنة للأزمة الاقتصادية والسياسية.
وشارك الآلاف من اللبنانيين في استقبال البابا في بيروت، ورفعوا الأعلام اللبنانية والفاتيكانية. كما نظم العديد من الشباب اللبناني فعاليات احتفالية بمناسبة الزيارة. وقد أعرب العديد من اللبنانيين عن تقديرهم لموقف البابا الداعم للبنان.
يتوقع أن يتابع الفاتيكان عن كثب التطورات السياسية والأمنية في لبنان، وأن يستمر في تقديم الدعم للشعب اللبناني. ومن المرجح أن يقوم البابا ليو الرابع بتعيين سفير جديد للفاتيكان في لبنان في الأشهر المقبلة، وأن يدعو إلى تنظيم مؤتمر دولي لمناقشة الأزمة اللبنانية. ويراقب المجتمع الدولي ما إذا كانت هذه الزيارة ستؤدي إلى تغيير ملموس في الوضع السياسي والأمني في لبنان.

