رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقًا لتقارير إخبارية، عناصر رئيسية من المقترح المدعوم من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. يأتي هذا الرفض في الوقت الذي تصعد فيه موسكو تحذيراتها بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم كييف، مما يعكس تعقيدات الجهود الدبلوماسية الحالية للوصول إلى حل بشأن السلام في أوكرانيا.

تصعيد الموقف ورفض بوتين لمقترحات السلام

أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن بوتين عبّر عن رفضه لأجزاء من المقترح الأمريكي، بما في ذلك المطالب المتعلقة بانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية المحتلة. جاء تعليقه خلال فترة مكثفة من النشاط الدبلوماسي شملت اجتماعات في جنيف وفلوريدا بين ممثلين أوكرانيين ومبعوثي الإدارة الأمريكية.

في رد فعل على هذه التقارير، صرح مسؤول أمريكي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، لشبكة فوكس نيوز بأن الولايات المتحدة وروسيا قد شاركتا في اجتماع “مفصل ومثمر” في وقت سابق من هذا الأسبوع. وأضاف أن “عدة أفكار جديدة حول كيفية تجاوز القضايا المتبقية قد طُورت خلال الأسبوع الماضي وتخضع حاليًا للنقاش من قبل جميع الأطراف”. وأشار المسؤول إلى أن المبعوث الخاص ويتكوف وجاريد كوشنر قد أطلعا الرئيس ترامب والمسؤولين الأوكرانيين على هذه التطورات، ومن المتوقع أن يجتمعا بوزير الدفاع الأوكراني روستيم عمروف اليوم.

الضربات المستمرة والوضع العسكري الميداني

في الوقت ذاته، استمرت الضربات الروسية على أوكرانيا. أفادت التقارير بمقتل طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات في خيرسون في هجوم روسي. كما نشرت وزارة الدفاع الروسية لقطات لما قالت إنه قصف مكثف لمدينة هوليايبولي باستخدام صواريخ غراد. بالإضافة إلى ذلك، أسفر هجوم بطائرة مسيرة روسية على أوديسا عن إصابة ستة أشخاص وأضرار في البنية التحتية للطاقة. ووقع ستة إصابات أخرى في هجوم روسي على كريفوي ريه، مسقط رأس الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

ومع ذلك، لم تقتصر الهجمات على الأراضي الأوكرانية. حيث أفادت تقارير عن هجمات طائرات مسيرة أوكرانية على مصنع “نيفينوميسك أزوت”، وهو مورد رئيسي للمتفجرات ومكونات وقود الصواريخ.

تحذيرات موسكو بشأن الأصول الروسية المجمدة

تصاعدت حدة التحذيرات الروسية بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة في أوروبا، حيث حذر دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن، من أن الاتحاد الأوروبي قد يعتبر هذا الإجراء “ذريعة للحرب”. وأوضح ميدفيديف أن محاولات الاتحاد الأوروبي “لسرقة الأصول الروسية المجمدة في بلجيكا من خلال إصدار ما يسمى بقروض تعويضية” قد يتم تصنيفها على أنها “نوع خاص من أسباب الحرب” بموجب القانون الدولي، مع “جميع العواقب المترتبة على ذلك بالنسبة لبروكسل والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.

تأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي تدرس فيه دول الاتحاد الأوروبي سبل الاستفادة من حوالي 190 مليار يورو (حوالي 221.8 مليار دولار) من الأصول الروسية السيادية المجمدة لتمويل ميزانية أوكرانيا واحتياجاتها العسكرية. وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن أوروبا تنوي ضمان حصول أوكرانيا على “الوسائل” اللازمة للدفاع عن نفسها، واقترحت تقديم دعم بقيمة حوالي 90 مليار يورو (حوالي 105.1 مليار دولار) على مدى العامين المقبلين. وأكدت فون دير لايين على الحاجة إلى “زيادة تكلفة الحرب العدوانية الروسية”، معتقدة أن الضغط المتزايد على موسكو قد يحفزها على الدخول في مفاوضات.

وتشمل التحديات التي تواجه جهود تحقيق السلام الموقف الروسي المتصلب، بالإضافة إلى مسألة الدعم المالي لأوكرانيا.

رد فعل أوكرانيا والخطوات التالية

رد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هذه الديناميكية الدبلوماسية بالقول إن أوكرانيا تستعد لعقد اجتماعات إضافية مع المبعوثين الأمريكيين. وكتب زيلينسكي على منصة X (تويتر سابقًا) أن “أوكرانيا سُمعت، واستمع إليها. وهذا مهم”. وأضاف أن “السلام الكرام ممكن فقط إذا أُخذت مصالح أوكرانيا في الاعتبار”.

وأكد زيلينسكي على أن أي جهد لتحقيق السلام يجب أن يجمع بين الدبلوماسية والضغط المستمر على موسكو، قائلاً: “الأمر كله يعتمد على هذا المزيج – الدبلوماسية البناءة بالإضافة إلى الضغط على المعتدي”.

في الخلاصة، لا يزال مستقبل الأزمة الأوكرانية غامضًا. مع استمرار العمليات العسكرية، ورفض روسيا للمقترحات الأولية، والتحذيرات المتصاعدة بشأن الأصول المجمدة، فإن المفاوضات الجارية في الولايات المتحدة تشكل لحظة حاسمة. من المتوقع أن تستمر المناقشات في الأيام القادمة، مع التركيز على إيجاد أرضية مشتركة حول قضايا الانسحاب، والأمن، والتعويضات. يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى اختراق دبلوماسي، لكن الضغط المتزايد على كلا الجانبين يشير إلى أن البحث عن حل سلمي سيستمر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version