أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته بمناسبة العام الجديد على عدم تراجع روسيا في الحرب في أوكرانيا، موجهاً رسالة قوية إلى الغرب وإلى قواته. وجدد بوتين تعهده بالنصر في الصراع الذي يقترب من عامه الرابع، بينما تواصل الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية لإنهاء القتال.

تصعيد خطاب بوتين في ظلّ جهود دبلوماسية متجددة

مع حلول العام الجديد في المناطق الشرقية البعيدة من روسيا، أشاد بوتين بالجنود الروس، واصفاً الصراع بأنه معركة من أجل بقاء الأمة. هذا الخطاب يأتي في وقت تشهد فيه الحرب تطورات متسارعة، مع اقترابها من تجاوز مدة الحرب السوفيتية ضد ألمانيا النازية في أوروبا.

وقال بوتين في كلمته التي بثها التلفزيون الرسمي: “نحن نؤمن بكم وبنصرنا”. وأضاف أنه سيستمر في دعم ما تسميه موسكو “العملية العسكرية الخاصة”.

رسائل متبادلة من القيادة الروسية

في رسالة منفصلة، عبر دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس السابق، عن اعتقاده بأن النصر في أوكرانيا “قريب”. وأشاد ميدفيديف بـ “روسيا العظيمة التي لا تقهر”، مضيفاً بذلك نبرة تحدٍ مماثلة لخطاب بوتين.

وتأتي هذه التصريحات في ظل تقديرات غربية تشير إلى أن عدد القتلى والجرحى في الصراع تجاوز المليون شخص، وهي أرقام تطعن فيها موسكو.

في المقابل، يبدو أن هناك تحركات دبلوماسية جديدة بقيادة واشنطن لإنهاء الصراع الأوكراني الروسي. التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في منتجع مار-آ-لاغو في فلوريدا يوم الأحد الماضي.

وبحسب مصادر، فإن الاجتماع يأتي في إطار استكشاف الإدارة الأمريكية لمسارات محتملة لإنهاء أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

عقب الاجتماع، صرح ترامب بأن أوكرانيا وروسيا “أقرب من أي وقت مضى” إلى السلام، مع إقراره بوجود عقبات كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بالنزاعات الإقليمية. وأضافت وكالة رويترز أن ترامب وزيلينسكي ناقشا إمكانية مشاركة قوات أمريكية كجزء من ضمانات أمنية أوسع، على الرغم من عدم الإعلان عن أي قرارات نهائية.

الوضع الإنساني في أوكرانيا يظل معقداً، مع استمرار التقارير عن تدهور الأوضاع في المناطق المتضررة من القتال. وتعاني العديد من المدن والبلدات الأوكرانية من نقص حاد في الغذاء والماء والكهرباء.

في الوقت نفسه، يرى بعض المحللين أن خطاب بوتين القوي يهدف إلى تعزيز الروح المعنوية للقوات الروسية وقاعدة الدعم الشعبي في الداخل، مع اقتراب الحرب من علامتها الرابعة. كما أنه يمثل رداً على الضغوط الدولية المتزايدة على روسيا لوقف إطلاق النار والبدء في مفاوضات جدية.

من الجانب الأوكراني، يهدف الاجتماع مع ترامب إلى الحصول على دعم أمريكي مستمر، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية والمالية. كما أن القيادة الأوكرانية تأمل في أن يلعب ترامب دوراً دبلوماسياً بناءً في إقناع روسيا بإنهاء الحرب.

الجدير بالذكر أن الصراع دخل عامه الرابع في 24 فبراير، ومن المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة مزيداً من التطورات الدبلوماسية والقتالية. يبقى التحدي الأكبر هو إيجاد حل سياسي مقبول للطرفين يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة. وستتطلب الجهود المستقبلية مواصلة الحوار، وتقديم التنازلات، وإيجاد أرضية مشتركة تنهي الحرب وتجنب المزيد من الخسائر البشرية.

من الأمور التي يجب مراقبتها عن كثب ردود الفعل على الاجتماع بين ترامب وزيلينسكي، ومسار المفاوضات المحتملة، وتطورات الوضع على الأرض في أوكرانيا. كما أن القدرة على توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب، وضمان سلامة المدنيين، ستظل أولوية قصوى في الأشهر القادمة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version