أعربت ماريا كورينا ماشادو، زعيمة المعارضة الفنزويلية، عن امتنانها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيدة بدوره في دعم حركة المطالبة بالديمقراطية في فنزويلا. وأهدت ماشادو جائزة نوبل للسلام، التي تسلمتها ابنتها نيابة عنها، للرئيس ترامب، معتبرةً أنه قدم دعمًا حاسمًا في وقت شعرت فيه فنزويلا بالتخلي من المجتمع الدولي. وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الأزمة السياسية في فنزويلا.
دعم ترامب لـ “فنزويلا” وحركة المعارضة
أكدت ماشادو، في تصريحات نقلتها شبكة فوكس نيوز، أن الرئيس ترامب أظهر قيادة قوية في اللحظات الحاسمة، وأن دعمه كان له صدى كبير لدى الفنزويليين الذين يسعون لاستعادة الديمقراطية والحرية. وأشارت إلى أنها تتابع عن كثب جهود ترامب، وأنها تدرك تمامًا أهمية هذه الجهود بالنسبة للمعارضة الفنزويلية. وتأمل ماشادو في زيارة الولايات المتحدة ومقابلة الرئيس ترامب رسميًا لتكريمه على دعمه.
تعود ماشادو إلى الظهور العلني بعد فترة اختفاء استمرت 11 شهرًا، عقب فترة اعتقال قصيرة خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في كاراكاس. وقد أدت الضغوط المتزايدة من حكومة مادورو إلى اضطرارها للاختباء.
الخلفية السياسية في فنزويلا
يأتي هذا التقدير في سياق الأزمة السياسية العميقة التي تشهدها فنزويلا منذ سنوات. وقد منعت ماشادو من الترشح في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 على الرغم من فوزها الساحق في الانتخابات التمهيدية للمعارضة، وهو ما أثار انتقادات واسعة من الحكومات الغربية. وتعتبر هذه الخطوة محاولة من قبل حكومة مادورو لإقصاء أبرز الشخصيات المعارضة.
وفقًا لروكسانا فيجيل، الباحثة في مجلس العلاقات الخارجية، لا تزال ماشادو “الشخصية السياسية الأكثر شعبية في فنزويلا”، حيث حصلت على “أكثر من 90٪ من الأصوات” في الانتخابات التمهيدية قبل أن يتم استبعادها من الترشح. وأضافت فيجيل أن ماشادو أصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًا، مما دفع مادورو إلى اتخاذ قرار استبعادها.
في النهاية، دعمت ماشادو إدموندو غونزاليس، الذي فاز في الانتخابات على نطاق واسع وفقًا لنتائج مستقلة، لكنه لم يتولَّ الرئاسة بعد إعلان المجلس الوطني للانتخابات الفنزويلي، الذي يسيطر عليه حلفاء مادورو، فوز نيكولاس مادورو وإعادة تنصيبه لفترة أخرى. هذا القرار أثار المزيد من الشكوك حول نزاهة العملية الانتخابية في فنزويلا.
تعتبر الأزمة الاقتصادية والسياسية في فنزويلا من بين الأسوأ في العالم، حيث يعاني الملايين من الفنزويليين من الفقر ونقص الغذاء والدواء. وقد أدت هذه الأزمة إلى موجات هجرة واسعة النطاق، حيث غادر العديد من الفنزويليين البلاد بحثًا عن حياة أفضل. وتشكل الهجرة تحديًا إضافيًا للحكومة الفنزويلية.
تداعيات دعم ترامب والوضع الحالي
يثير دعم ترامب للمعارضة الفنزويلية تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا. فقد اتهم السيناتور تشاك شومر ترامب بدفع الولايات المتحدة نحو “حرب خارجية” مع فنزويلا، في إشارة إلى تصريحات سابقة للرئيس ترامب حول إمكانية التدخل العسكري في فنزويلا.
ومع ذلك، يرى البعض أن دعم ترامب يهدف إلى الضغط على حكومة مادورو لإجراء إصلاحات ديمقراطية وحل الأزمة الإنسانية في البلاد. وتشير التقديرات إلى أن الوضع في فنزويلا لا يزال هشًا، وأن أي تدخل خارجي قد يؤدي إلى تصعيد العنف وعدم الاستقرار.
تواصل ماشادو الدعوة إلى انتقال سلمي للسلطة في فنزويلا، وتؤكد على أهمية الحوار والتفاوض بين جميع الأطراف المعنية. وتشير إلى أنها تعتزم العودة إلى فنزويلا عندما تسمح الظروف بذلك، وأنها ستواصل العمل من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية لشعبها.
من المتوقع أن تستمر الأزمة السياسية في فنزويلا في التفاقم في الأشهر المقبلة، خاصةً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات في فنزويلا، ويحث جميع الأطراف على الالتزام بالحلول السلمية والديمقراطية. وستظل مسألة الدعم الدولي للمعارضة الفنزويلية، ودور القوى الإقليمية والدولية في حل الأزمة، من القضايا الرئيسية التي يجب متابعتها.

