أعلنت النيابة العامة في باريس عن اعتقال أربعة مشتبه بهم إضافيين في قضية سرقة مجوهرات اللوفر التي وقعت الشهر الماضي، والتي قدرت قيمة المسروقات بـ 102 مليون دولار. وتأتي هذه الاعتقالات الجديدة في إطار التحقيقات المستمرة لكشف ملابسات هذه الجريمة الجريئة التي هزت العالم.

ووفقًا لمصادر قضائية، تتراوح أعمار المشتبه بهم بين 31 و 40 عامًا، وهم رجلان وامرأتان. ولم تكشف النيابة العامة عن الأدوار المحددة التي يُزعم أنهم لعبوها في عملية السرقة، لكنها أكدت أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد مدى تورطهم.

سرقة مجوهرات اللوفر: تطورات جديدة وإجراءات أمنية مشددة

تأتي هذه الاعتقالات بعد فترة وجيزة من اعتراف مديرة متحف اللوفر، لورانس دي كار، بوجود “فشل ذريع” في إجراءات الأمن بالمتحف. وأكدت دي كار أن المتحف بذل جهودًا كبيرة في مجال الأمن، إلا أن هذه الجهود لم تكن كافية لمنع وقوع السرقة.

الثغرات الأمنية التي سهلت عملية السرقة

وكشفت التحقيقات الأولية عن وجود ثغرات أمنية واضحة ساهمت في تسهيل عملية السرقة. على سبيل المثال، تبين أن الكاميرا الوحيدة التي تراقب الجزء الخارجي من المتحف كانت موجهة بعيدًا عن الشرفة التي أدت إلى القاعة التي كانت تحتوي على المجوهرات الثمينة. ومع ذلك، أكدت دي كار أن جميع أجهزة الإنذار في المتحف كانت تعمل بشكل صحيح أثناء عملية السرقة.

وتشمل المسروقات قلادة من الماس والزمرد أهداها نابليون للإمبراطورة ماري لويز، ومجوهرات تعود إلى الملكات ماري أميلي وهورتنس في القرن التاسع عشر، وتيارا من اللؤلؤ والماس للإمبراطورة أوجيني. ولم يتم استعادة أي من هذه المجوهرات حتى الآن.

إجراءات أمنية جديدة لتعزيز حماية المتحف

في أعقاب السرقة، أعلن متحف اللوفر عن سلسلة من الإجراءات الأمنية الجديدة لتعزيز حماية مقتنياته الثمينة. وتشمل هذه الإجراءات تركيب كاميرات مراقبة إضافية، وتحسين نظام الإنذار، وزيادة عدد أفراد الأمن. بالإضافة إلى ذلك، يقوم المتحف بتقييم شامل لجميع إجراءات الأمن الحالية لتحديد أي نقاط ضعف أخرى.

وذكرت التقارير أن اللصوص استخدموا قواطع أقراص لفتح واجهات العرض الزجاجية. وأشارت دي كار إلى أن واجهات العرض تم استبدالها في عام 2019 لحمايتها من الهجمات بالأسلحة، لكن الطريقة التي استخدمها اللصوص لم تكن متوقعة على الإطلاق. هذا يشير إلى الحاجة إلى تطوير استراتيجيات أمنية أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التهديدات الجديدة.

وتأتي هذه السرقة في وقت يشهد فيه العالم تزايدًا في عمليات السرقة التي تستهدف المتاحف والمواقع الثقافية. وقد أثارت هذه الحادثة مخاوف بشأن مستوى الأمن في المتاحف حول العالم، ودعت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية التراث الثقافي الإنساني. المتاحف العالمية الآن في حالة تأهب.

وقد تم توجيه تهم أولية بالفعل إلى ثلاثة رجال وامرأة تم اعتقالهم في أكتوبر الماضي على صلة بالسرقة. وتستمر النيابة العامة في جمع الأدلة وتحليلها لتحديد جميع المتورطين في هذه الجريمة.

من المتوقع أن تستمر التحقيقات في قضية سرقة اللوفر خلال الأسابيع والأشهر القادمة. وستركز التحقيقات على تحديد هوية جميع المتورطين في السرقة، واستعادة المجوهرات المسروقة، وتحديد الثغرات الأمنية التي ساهمت في وقوع السرقة. ومن المرجح أن تؤدي هذه القضية إلى مراجعة شاملة لإجراءات الأمن في المتاحف حول العالم، وإلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية التراث الثقافي الإنساني. الأمن في المتاحف هو موضوع نقاش متزايد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version