تدرس الاتحاد الأوروبي تصنيف الإيثانول، وهو مطهر يستخدم على نطاق واسع في المستشفيات، كمادة خطرة. القرار معلق حاليًا بسبب عدم وجود توافق في الآراء بين المجموعات العلمية في وكالة المواد الكيميائية الأوروبية (ECHA). هذا النقاش حول الإيثانول يثير قلقًا بالغًا بشأن تأثيره المحتمل على الرعاية الصحية.

تمت مناقشة هذا الموضوع اليوم بين المشرعين الأوروبيين والمفوضية الأوروبية، لكن النقاش طغى عليه الآثار المحتملة للقرار على المرافق الصحية. وتأتي هذه المراجعة في وقت حرج، حيث لا تزال أنظمة الرعاية الصحية تعتمد بشكل كبير على المطهرات الفعالة.

الجدل حول تصنيف الإيثانول

أوضح كلاوس بيرند، مدير سلامة الأغذية في إدارة الصحة والسلامة الغذائية بالمفوضية، للمشرعين في البرلمان الأوروبي أنه ما لم تثبت مخاطر استخدام الإيثانول في المطهرات، لا تزال المفوضية قادرة على الموافقة عليه. ومع ذلك، يرى البعض أن هذا النهج قد يكون متسرعًا.

طالبت المشرعتان الأوروبيتان كريستين سينجر وأندرياس غلوك نظيراتهما في البرلمان الأوروبي بضمان “مناقشة الملف التشريعي على المستوى السياسي المناسب”. وأكدت سينجر أن تصنيف الإيثانول هو قرار سياسي بعيد المدى يؤثر بشكل مباشر على أنظمة الصحة العامة وأمن الإمداد والصناعة والاقتصاد المنزلي وسلاسل القيمة الإقليمية بأكملها في أوروبا.

وأضافت سينجر أن المفوضية يجب أن تضع جميع العواقب الاجتماعية والاقتصادية والهيكلية على الطاولة قبل اتخاذ أي خطوات نحو القيود أو الحظر الفعلي. يجب أن يحمي التنظيم الصحة، ولكنه يجب أيضًا أن يكون متناسبًا وعمليًا وقابلاً للتطبيق سياسيًا.

تأجيل القرار

الإيثانول هو سائل شفاف يمكن حرقه كوقود أو استخدامه كمطهر. يركز الاتحاد الأوروبي فقط على فحصه كجزء من المنتجات الحيوية، مثل المطهرات ومبيدات الآفات. تعتبر هذه المنتجات الحيوية ضرورية للحفاظ على معايير النظافة والصحة العامة.

بموجب قانون المنتجات الحيوية للاتحاد الأوروبي، يجب الموافقة على جميع المواد الفعالة المستخدمة في هذه المنتجات قبل السماح باستخدامها. تخضع هذه العملية لتقييمات صارمة لضمان السلامة والفعالية.

في بيان، قالت وكالة المواد الكيميائية الأوروبية (ECHA) إنها كان من المقرر أن تنشر رأيها قبل عيد الميلاد، لكنها قررت تأجيله إلى العام المقبل بعد إصرار خبراء مستقلين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. يعكس هذا التأجيل الحاجة إلى مزيد من الدراسة والتحليل.

ناقش الخبراء العلميون الخصائص الخطرة للإيثانول في لجنة لتقييم سلامة وفعالية المنتجات الحيوية. تقوم اللجنة أيضًا بتقييم البدائل المتاحة. يهدف هذا التقييم الشامل إلى تحديد أفضل مسار للعمل.

في 25 سبتمبر، خلصت مجموعات العمل داخل اللجنة إلى أن الإيثانول لديه القدرة على التسبب في السرطان والإضرار بالجهاز التناسلي البشري. ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء في الاجتماع العام. يشير هذا إلى وجود خلافات علمية حول المخاطر المحتملة.

وجاء في بيان وكالة المواد الكيميائية الأوروبية: “نظرًا لعدم وجود توافق في الآراء والحاجة إلى تحسين تقييم البدائل، أجلت اللجنة إصدار الرأي”. تؤكد الوكالة على أهمية النظر في جميع الجوانب قبل اتخاذ قرار نهائي.

بالإضافة إلى الخصائص الخطرة، ستقوم اللجنة بتقييم المخاطر التي تشكلها استخدامات معينة، على سبيل المثال، استخدام معقمات اليدين، مع الأخذ في الاعتبار نوع التعرض المحدد، مثل ملامسة الجلد. يهدف هذا التقييم التفصيلي إلى فهم المخاطر المرتبطة بالاستخدامات المختلفة.

حتى إذا تبين أن الإيثانول مادة مسرطنة ومسببة للسمية التناسلية، فقد لا تزال وكالة المواد الكيميائية الأوروبية توافق عليه. وأضافت الوكالة، تماشياً مع بيان المفوضية، أنه لا يزال بإمكان طرح المنتجات التي تحتوي على الإيثانول في السوق طالما أن استخدامها يعتبر آمنًا ويتم النظر في البدائل. توضح هذه النقطة أن السلامة هي الأولوية القصوى.

الخطوات التالية والمستقبل

سوف يستأنف خبراء وكالة المواد الكيميائية الأوروبية العلميون مناقشاتهم حول تصنيف الإيثانول في فبراير 2026. ومن المتوقع صدور تحليل محدث للبدائل في مايو، وبعد ذلك سيكون للمفوضية الكلمة النهائية. هذا الجدول الزمني يحدد المراحل الرئيسية في عملية صنع القرار.

لا يزال مستقبل استخدام الإيثانول في المطهرات غير مؤكد. من المهم مراقبة التطورات في هذا المجال، حيث يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الرعاية الصحية العامة. ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث والتحليل لضمان اتخاذ قرار مستنير يحمي الصحة العامة مع مراعاة الاحتياجات العملية للمستشفيات والمرافق الصحية الأخرى. تعتبر المطهرات جزءًا أساسيًا من مكافحة العدوى، ويجب تقييم أي تغييرات بعناية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version