مع استمرار الهدنة في غزة، تظهر تقارير عن تشكيل مجموعات مسلحة فلسطينية جديدة تسعى لتقديم بديل عن حركة حماس في إدارة القطاع. وتأتي هذه التطورات بينما تحاول حماس استغلال فترة الهدنة لتعزيز سيطرتها وتجهيز قواتها، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الأمن في غزة بعد انتهاء القتال. وتعتبر هذه المجموعات الجديدة، رغم صغر حجمها، مؤشراً على وجود معارضة داخلية للحكم الحماسي.

تشكيل مقاومة بديلة لحماس في غزة

أفادت مصادر إخبارية بأن عدة فصائل فلسطينية ناشئة تنسق جهودها لتشكيل قوة بديلة داخل القطاع، وذلك في ظل تزايد الاستياء الشعبي من حماس وسياستها. ويتزعم إحدى هذه المجموعات، شوقي أبو نصيرة، وهو مسؤول أمني سابق في السلطة الفلسطينية وقضى 16 عامًا في السجون الإسرائيلية. وأوضح أبو نصيرة أن الهدنة الحالية تمثل “قبلة حياة” لحماس، التي تستغلها لإعادة بناء قدراتها العسكرية والسياسية.

وأضاف أبو نصيرة، في تصريحات نقلتها شبكة فوكس نيوز، أن حماس تعمل لصالح إيران وأنها تعيد فتح مراكزها وتجهيز نفسها بشكل أفضل. كما أعرب عن شكره للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتجميد أصول حماس وتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية.

الخلفية التاريخية لمعارضة أبو نصيرة لحماس

يعود تاريخ معارضة أبو نصيرة لحماس إلى سنوات مضت، وتحديدًا عندما قتلت الحركة ابنه الوحيد وقامت بجر جثته في شوارع غزة، وفقًا لتقرير صادر عن Jusoor News. هذا الفعل الوحشي، بحسب أبو نصيرة، دفعه إلى اتخاذ قرار قاطع بمعارضة حماس والانضمام إلى جهود تشكيل قوة بديلة.

ويعمل أبو نصيرة حاليًا مع مجموعة صغيرة من المقاتلين في الجزء الشرقي من غزة، والذي يخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي. وأشار إلى أنه اضطر إلى الانتقال إلى هذا المنطقة بسبب عدم وجود خيار آخر سوى الفرار من بطش حماس. ويقول إنه يمثل آراء العديد من سكان غزة الذين يعانون من الفقر والحرمان ونقص الخدمات الطبية الأساسية.

لتلك المجموعات المسلحة أهداف مشتركة، وهي رفض سيطرة حماس المطلقة على القطاع ومحاولة توفير بديل يحترم حقوق الإنسان ويضمن الأمن والاستقرار للمواطنين. وتتضمن تلك المجموعات أيضًا “القوى الشعبية في رفح” و”الجيش الشعبي في شمال غزة” و”قوة الردع المضادة للإرهاب في خان يونس” و”قوات الدفاع الشعبي في الشجاعية” بالإضافة إلى شبكات عائلية قوية مثل عائلتي المجيد و دغمش.

وتشير التقارير إلى أن هذه الفصائل تتواصل وتنسق جهودها بشكل متزايد، وأن هناك محاولات جادة لتوحيدها تحت مظلة سياسية واحدة. ويهدف هذا التحالف إلى تشكيل “حرس وطني” لشرق غزة، قادر على الحفاظ على الأمن ومنع عودة حماس إلى السلطة.

ويؤكد أبو نصيرة أن هذه المجموعات مستعدة للقتال من أجل مستقبل أفضل لفلسطينيي غزة، وأنها تحتاج فقط إلى الدعم الدولي لتحقيق هذا الهدف. ويرفض فكرة أن السكان قد يخافون من وصفهم بالمتعاونين مع إسرائيل، مؤكدًا أن الجميع في غزة يعرفون العواقب الوخيمة لمعارضة حماس.

وتأتي هذه التطورات في وقت تزيد فيه المخاوف من عودة حماس إلى السيطرة الكاملة على غزة بعد انتهاء الهدنة. ويري خبراء أن خطة ترامب لإعادة إعمار غزة قد تكون مجرد “مهلة” قبل أن تتمكن حماس من استعادة قوتها. يركز البعض علي ما يسمى ب”استراتيجية ديزني لاند” والتي تقوم علي بناء مناطق مدنية نموذجية في شرق غزة لإلهام السكان بالضغط على حماس، لكن أبو نصيرة يرفض هذا الطرح ويرى أنه يمنح الحركة مزيدًا من الوقت لتعزيز قوتها.

الوضع في غزة معقد ويتطلب حلولًا شاملة تعالج الأسباب الجذرية للصراع. ضرورية عملية سياسية لضمان مستقبل مستقر وآمن للقطاع، أن الوساطة الدولية قد تكون ضرورية لتمهيد الطريق لعملية انتقال سياسي سلمي، ولكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب الانقسامات الداخلية الفلسطينية والتوترات الإقليمية.

من المتوقع أن تستأنف الاشتباكات بين حماس وإسرائيل بعد انتهاء الهدنة الحالية. السيناريو المحتمل هو استمرار حماس في تعزيز سيطرتها على غزة، مع تزايد خطر تصعيد العنف. الوضع يتطلب متابعة دقيقة للجهود المبذولة لتعزيز البدائل المتاحة لحماس، وتقديم الدعم للمجموعات الفلسطينية التي تسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار في القطاع.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version