قُتل ياسر أبو شُعباب، زعيم فصيل مسلح في رفح كان يحظى بنفوذ متزايد في قطاع غزة، في ظروف لا تزال غامضة. وقد أثار مقتله تساؤلات حول مستقبل الأمن في رفح، خاصةً في ظل تراجع سلطة حماس وتصاعد دور الفصائل الأخرى. وتأتي هذه الحادثة في وقت يشهد فيه القطاع حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
مقتل أبو شُعباب وتداعياته على الأمن في غزة
يُعرف أبو شُعباب بقيادته “القوات الشعبية” في قطاع غزة، وهي مجموعة اكتسبت أهمية خاصة بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح في وقت سابق من هذا العام. ووفقًا لمحللين، تعاونت مجموعته مع إسرائيل لمواجهة نفوذ حماس وحماية المدنيين المحليين. وأكدت مصادر متعددة أن أبو شُعباب قُتل بعد اشتباك مع عشيرة أخرى في رفح، ونُقل إلى مستشفى في جنوب إسرائيل حيث توفي متأخرًا متأثرًا بجراحه.
دور القوات الشعبية في رفح
بدأت “القوات الشعبية” في التشكيل في أوائل عام 2024، بعد أن بدأت حماس تفقد السيطرة على المنطقة. وقد عملت المجموعة، التي يُزعم أنها كانت تحظى بدعم إسرائيلي، على مرافقة شاحنات المساعدات وتوزيع الإمدادات وفرض سيطرتها على أجزاء من شرق رفح. وفي بيان رسمي، تعهدت “القوات الشعبية” بمواصلة عملياتها حتى “القضاء على آخر إرهابي في غزة”، مؤكدة سعيها نحو “مستقبل مشرق وآمن لشعبنا الذي يؤمن بالسلام”.
وفي مقابلة سابقة، صرح أبو شُعباب بأنه لن يغادر قطاع غزة وسيواصل القتال ضد حماس حتى “القضاء على آخر واحد منهم”. كما وصفه مسؤول كبير في الأمم المتحدة بأنه “صاحب النفوذ ذاتي التصنيف في شرق رفح”.
التعاون بين القوات الشعبية وإسرائيل
يرى المحللون أن إسرائيل لم تنظر إلى هذه المجموعات المسلحة كبديل لحماس، بل كأداة إضافية في حربها ضد الحركة. وقد أقامت إسرائيل تعاونًا مع هذه المجموعات بناءً على مصالح محلية مشتركة، حيث يشترك الطرفان في عدو واحد هو حماس. وبحسب تقارير، استمرت “القوات الشعبية” في العمل من المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل في جنوب غزة بعد الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة في أكتوبر.
ومع ذلك، يشدد الخبراء على أن الوضع في غزة لا يزال هشًا وغير مستقر طالما أن حماس قادرة على العمل بحرية. ويشيرون إلى أن مقتل أبو شُعباب لا يمثل حلاً جذريًا للمشكلة، بل قد يؤدي إلى تفاقم الفوضى وعدم الاستقرار في القطاع.
تحديات ما بعد الهدنة
أدت الهدنة الأخيرة إلى ظهور مشهد جديد من الميليشيات والجماعات العشائرية والشبكات في غزة، حيث تراجعت سيطرة حماس في جميع أنحاء المنطقة. ويثير هذا الوضع مخاوف بشأن مستقبل الأمن والحكم في القطاع.
في أعقاب مقتل أبو شُعباب، من المتوقع أن تواصل الفصائل المسلحة الأخرى سعيها لملء الفراغ الذي خلفه، مما قد يؤدي إلى مزيد من الاشتباكات والصراعات. وستراقب إسرائيل عن كثب التطورات على الأرض، وتقيّم الخيارات المتاحة لها للحفاظ على الأمن ومنع حماس من استعادة نفوذها.
يبقى مستقبل غزة غير مؤكد، ويتوقف على قدرة الأطراف المعنية على إيجاد حلول سياسية وأمنية مستدامة. ومن الضروري إيجاد بديل فعال لحكم حماس لتجنب الانزلاق نحو الفوضى وعدم الاستقرار.

