ظهرت مؤخرًا صور لعدة كلاب ذات فرو أزرق زاهي تتجول في منطقة تشيرنوبيل المحظورة، مما أثار تكهنات واسعة النطاق على الإنترنت حول سبب هذا اللون غير المعتاد. وبينما انتشرت نظريات حول التعرض للإشعاع والطفرات، فإن التفسير الأكثر ترجيحًا، وفقًا لمستشار علمي في منظمة تعتني بهذه الكلاب الضالة، هو أقل دراماتيكية بكثير. هذه الظاهرة المتعلقة بـ كلاب تشيرنوبيل الزرقاء أثارت اهتمامًا عالميًا.
السبب الحقيقي وراء لون الكلاب الأزرق في تشيرنوبيل
وفقًا لتيموثي موسو، المستشار العلمي لمنظمة Dogs of Chernobyl، فإن اللون الأزرق يرجع على الأرجح إلى انسكاب مرحاض متنقل، حيث كانت الكلاب تتدحرج في الفضلات. هذا السلوك، كما يوضح موسو، مشابه لاهتمام بعض الكلاب بصناديق فضلات القطط. وأضاف أن هذا اللون الأزرق هو مجرد علامة على سلوك غير صحي للكلاب، وأنها تميل إلى أكل أي شيء تقريبًا، بما في ذلك الفضلات.
تفنيد نظريات الإشعاع والطفرات
أكد موسو أن هذا اللون لا يعكس أي نوع من الطفرات أو التكيف التطوري مع الإشعاع. على الرغم من أن منطقة تشيرنوبيل شهدت كارثة نووية في عام 1986، إلا أن هذا اللون الأزرق لا يرتبط بشكل مباشر بتأثيرات الإشعاع على الكلاب. الكلاب التي تعيش في المنطقة تخضع لمراقبة مستمرة، ولم تظهر عليها أي علامات أخرى تدل على تأثيرات سلبية للإشعاع.
قصة كلاب تشيرنوبيل الضالة
تعود قصة هذه الكلاب إلى أعقاب كارثة تشيرنوبيل النووية عام 1986، عندما تم إجلاء أكثر من 120 ألف شخص على الفور. لم يُسمح للمُجَلّين بأخذ أي شيء لا يمكنهم حمله، واضطروا إلى ترك حيواناتهم الأليفة وراءهم. وفقًا لمؤسسة Clean Futures Fund (CFF)، وهي منظمة غير ربحية تعمل مع Dogs of Chernobyl، فقد قيل لهم إنهم سيعودون في غضون ثلاثة أيام، لكنهم لم يُسمح لهم بالعودة أبدًا، مما ترك حيواناتهم الأليفة مهجورة. الآن، يعيش ما يقرب من 700 كلب ضال في منطقة الإقصاء.
تعمل منظمة Dogs of Chernobyl على توفير الرعاية لهذه الكلاب، بما في ذلك التعقيم، بهدف السيطرة على أعدادها وتحسين صحتها. في أكتوبر الماضي، شاركت المنظمة صورًا للكلاب ذات اللون الأزرق على حسابها على Instagram، معربة عن عدم يقينها بشأن سبب هذا اللون ومحاولتها الإمساك بها لتحديد السبب. المنطقة المحيطة بتشيرنوبيل لا تزال تشكل تحديات بيئية، بما في ذلك إدارة الحياة البرية في المنطقة الملوثة.
الجهود المستمرة لرعاية الكلاب
على الرغم من التحديات، تواصل Dogs of Chernobyl جهودها لرعاية هذه الكلاب. تشمل هذه الجهود توفير الغذاء والرعاية البيطرية والتعقيم. تعتمد المنظمة على التبرعات والمتطوعين لمواصلة عملها. بالإضافة إلى ذلك، يتم إجراء دراسات علمية على الكلاب في منطقة تشيرنوبيل لفهم كيفية تكيفها مع البيئة المشعة، مما يوفر رؤى قيمة حول التأثيرات البيئية طويلة المدى للكوارث النووية.
في حادثة منفصلة، تم اكتشاف عش دبابير مشع من قبل العمال في موقع قنبلة نووية سابقة، مما يسلط الضوء على المخاطر المستمرة المرتبطة بالإشعاع في المنطقة. هذه الحوادث تؤكد الحاجة إلى المراقبة المستمرة وإدارة المخاطر في منطقة تشيرنوبيل.
من المتوقع أن تستمر منظمة Dogs of Chernobyl في مراقبة الكلاب ذات اللون الأزرق وتقييم أي آثار صحية محتملة. سيتم تحليل عينات من الفراء لتأكيد سبب اللون الأزرق واستبعاد أي عوامل أخرى محتملة. في الوقت الحالي، لا يوجد دليل على أن اللون الأزرق يشكل خطرًا على صحة الكلاب، ولكن سيتم إجراء المزيد من الدراسات لضمان سلامتها. ستستمر المنظمة في تحديث الجمهور بشأن أي تطورات جديدة.

