تشير دراسة حديثة إلى أن تحسين البيئة يمكن أن يمنع خمس الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في الاتحاد الأوروبي. أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة في الاتحاد الأوروبي، حيث تسببت في وفاة أكثر من 1.7 مليون شخص في عام 2022، أي ما يعادل ثلث جميع الوفيات في ذلك العام. وقد تسببت هذه الأمراض أيضًا في انخفاض جودة الحياة وتقليل متوسط العمر المتوقع.
تُعد العوامل البيئية، إلى جانب الخصائص الشخصية مثل العمر والتاريخ العائلي، تلعب دورًا رئيسيًا في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. في الاتحاد الأوروبي، تشير التقديرات إلى أن العوامل البيئية مثل تلوث الهواء ودرجات الحرارة القصوى والمواد الكيميائية تسبب ما لا يقل عن 18% من جميع الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
تأثير تلوث الهواء على أمراض القلب والأوعية الدموية
يُعد تلوث الهواء أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. تشير التقديرات إلى أن تلوث الهواء يسبب حوالي 8% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في الاتحاد الأوروبي سنويًا. الجسيمات الدقيقة التي تأتي من مصادر مثل انبعاثات المركبات والعمليات الصناعية وحرق الوقود الأحفوري، وثاني أكسيد النيتروجين والأوزون هي الملوثات الرئيسية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية في أوروبا.
في عام 2022، كانت بولندا (82.32%) وأيرلندا (81.83%) الدولتان اللتان سجلتا أعلى معدلات للوفيات المبكرة بسبب التعرض للجسيمات الدقيقة في الاتحاد الأوروبي. من ناحية أخرى، سجلت فنلندا وإستونيا أدنى نسب، حيث بلغت 5.48% و11.21% على التوالي.
التأثيرات الصحية لتلوث الهواء
التعرض طويل الأمد لهذه الملوثات يسهم بشكل كبير في الوفيات المبكرة والحالات المزمنة لأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب. كما تشير التقديرات إلى أن حوالي 66,000 حالة وفاة مبكرة سنويًا في الاتحاد الأوروبي تُعزى إلى التعرض لضوضاء النقل، مع أكثر من 30% بسبب أسباب قلبية.
الجهود المبذولة للحد من تلوث الهواء
السياسات واللوائح التي يضعها الاتحاد الأوروبي لمعالجة تلوث الهواء تعمل على تحقيق نتائج إيجابية. لقد انخفض تلوث الهواء عبر الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى تقليل الوفيات المبكرة التي تُعزى إليه. ومع ذلك، لا يزال 95% من سكان الاتحاد الأوروبي، خاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية، يتعرضون لمستويات غير آمنة من التلوث.
تظل الجهود مستمرة لتحسين جودة الهواء وتقليل تأثيراته الضارة على الصحة العامة. من المتوقع أن تستمر هذه الجهود في تحقيق نتائج إيجابية في المستقبل، مما يسهم في تحسين صحة السكان وخفض معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
من المتوقع أن يستمر الاتحاد الأوروبي في العمل على تحسين البيئة وخفض مستويات تلوث الهواء. سيكون من المهم مراقبة التقدم المحرز في هذا الصدد وتقييم تأثير السياسات المتبعة. كما سيكون من المهم النظر في التحديات المستقبلية والعمل على تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهتها.

