شهدت جنوب أفريقيا إطلاق نار جماعي مروعًا في حانة بمنطقة بيكرسدال، أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 10 آخرين، في وقت مبكر من يوم الأحد. يأتي هذا الحادث بعد أقل من شهر على وقوع حادث مماثل خلّف قتلى وجرحى، مما يزيد من تفاقم المخاوف الأمنية المتزايدة في البلاد. وتجري السلطات حاليًا عمليات بحث واسعة النطاق للعثور على الجناة.
وقع إطلاق النار في حانة “كوانوكسولو” حوالي الساعة 00:00 بالتوقيت المحلي، وهي تقع على بعد حوالي 45 كيلومترًا غرب جوهانسبرغ. وذكرت الشرطة أن ما يقرب من 12 مشتبهًا بهم، كانوا يستقلون حافلة صغيرة بيضاء وسيارة سيدان فضية، فتحوا النار على رواد الحانة، واستمروا في إطلاق النار بشكل عشوائي أثناء فرارهم من مكان الحادث.
إطلاق النار الجماعي في جنوب أفريقيا: تفاصيل الحادث وتصاعد العنف
أكدت الشرطة أن بعض الضحايا سقطوا بشكل عشوائي في الشوارع بينما كانوا متواجدين في الخارج. ووفقًا للميجور جنرال فريد كيكانا، المفوض الإقليمي المؤقت في مقاطعة غوتنغ، كان المسلحون يحملون بنادق آلية من طراز AK-47 ومسدسات 9 ملم متعددة، وقام بعضهم بإخفاء وجوههم بأغطية الرأس.
تتزامن هذه الجريمة مع سلسلة من حوادث إطلاق النار الجماعي التي استهدفت الحانات والملاهي الليلية في جنوب أفريقيا، والتي غالبًا ما تُعرف باسم “الشيبين” أو الحانات المحلية. تثير هذه الحوادث تساؤلات حول انتشار الأسلحة النارية وقدرة الشرطة على السيطرة على العنف المتزايد.
عمليات البحث والملاحقة
انطلقت على الفور حملة بحث واسعة النطاق بقيادة وحدة الجرائم الخطيرة والعنيفة في غوتنغ، وبالتنسيق مع وحدة الكشف عن الجريمة وتتبعها. تسعى السلطات جاهدة لتحديد هوية جميع المشتبه بهم وتقديمهم إلى العدالة.
وأضافت الشرطة أنهم يجمعون الأدلة من مسرح الجريمة ويستجوبون الشهود لتحديد دوافع إطلاق النار. لم يتم حتى الآن تحديد الدافع وراء الهجوم، لكن التحقيقات الأولية لم تستبعد أي احتمال.
تفاقم العنف في جنوب أفريقيا
يأتي هذا إطلاق النار بعد وقت قصير من حادث مماثل في أوائل شهر يوليو، حيث فتح مسلحون النار في حانة غير مرخصة بالقرب من العاصمة بريتوريا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا وإصابة 13 آخرين. وقد أثار هذا الحادث غضبًا واسع النطاق ودعوات إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للحد من العنف المسلح.
تعاني جنوب أفريقيا من معدلات جريمة عالية، بما في ذلك جرائم القتل والسطو المسلح. وتعتبر العنف المسلح مشكلة متجذرة في البلاد، وتعود جذورها إلى عوامل تاريخية واجتماعية واقتصادية معقدة. العنف المسلح يمثل تحديًا كبيرًا للحكومة والمجتمع الجنوب أفريقي.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن هناك صراعًا متزايدًا بين عصابات الجريمة المنظمة للسيطرة على مناطق مختلفة في البلاد، وقد يكون هذا الصراع قد لعب دورًا في تصاعد العنف الأخير. وتستهدف هذه العصابات غالبًا الحانات والمنشآت التجارية الأخرى كجزء من عملياتها الإجرامية.
ردود الفعل الرسمية والمخاوف المجتمعية
أعرب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، عن صدمته وحزنه العميقين إزاء الحادث، وقدم تعازيه لعائلات الضحايا. وشدد رامافوزا على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة العنف المسلح وحماية المواطنين.
من جهته، أكد وزير الشرطة، بيكي سيلي، أن الشرطة تعمل بجد للقبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وقال سيلي إن الحكومة ستخصص المزيد من الموارد لتعزيز الأمن في جميع أنحاء البلاد. الأمن العام هو من أهم أولويات الحكومة.
أعرب السكان المحليون عن خوفهم وقلقهم المتزايدين بسبب تصاعد العنف في مجتمعاتهم. وطالبوا الحكومة بتوفير المزيد من الأمن والحماية، وبمعالجة الأسباب الجذرية للجريمة مثل الفقر والبطالة.
يشكل هذا الحادث الأخير ضغطًا إضافيًا على الشرطة لتقديم نتائج ملموسة في مكافحة الجريمة. التحقيقات الجنائية يجب أن تكون سريعة وفعالة لكشف الحقائق وتقديم الجناة للعدالة.
من المتوقع أن تستمر الشرطة في عمليات البحث والملاحقة في الأيام القليلة القادمة، وأن يتم تقديم تقرير مفصل عن نتائج التحقيقات إلى الرأي العام في أقرب وقت ممكن. تعتبر متابعة تطورات هذا الحادث أمرًا بالغ الأهمية لفهم الأسباب والدوافع وراءه، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره. كما يجب مراقبة تأثير هذه الحوادث على المواطنين وشعورهم بالأمن.

