قدم وزير العدل هيرمان هالوششينكو ووزيرة الطاقة سفيتلانا غرينتشوك استقالتيهما يوم الأربعاء في أعقاب التحقيقات الجارية بشأن مزاعم بفساد في شركة إنيرغواتوم النووية المملوكة للدولة، حيث تورطت في مخطط رشوة بقيمة 100 مليون دولار. وقد علقت الحكومة عدة مسؤولين كبار في الشركة.

صرحت رئيسة الوزراء يوليا سفيري دينكو على منصة إكس أن الحكومة عُلقت العديد من كبار المسؤولين في إنيرغواتوم، كما تقدمت بمقترحات لتطبيق عقوبات شخصية على تيمور مينديتش، شريك تجاري سابق للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورجل الأعمال ألكسندر تسوكيرمان.

تفاصيل التحقيقات في مخطط الفساد

أوضحت وكالات مكافحة الفساد المستقلة في أوكرانيا، وهي المكتب الوطني لمكافحة الفساد ومكتب المدعي العام المتخصص لمكافحة الفساد، أنهما قادا تحقيقًا استمر 15 شهرًا تحت اسم “ميداس”، كشف عن “مخطط فساد واسع النطاق للتأثير على الشركات المملوكة للدولة الاستراتيجية”. وشمل ذلك منظمة إجرامية رفيعة المستوى حصلت بشكل منهجي على “مزايا غير مشروعة من مقاولين لصالح إنيرغواتوم بمبلغ 10% إلى 15% من قيمة العقد”، حسبما ذكرت الوكالات.

وأضافت أن المقاولين لإنيرغواتوم كانوا “مُجبرين على دفع رشاوى لتجنب توقف مدفوعات خدماتهم/منتجاتهم أو فقدان وضعهم كمزودين”. كما كشفت الوكالات أن المنظمة الإجرامية المزعومة كانت تدير مكتبًا في كييف يطلق عليه “غسيل الأموال”، وكانت ملكًا لعائلة عضو البرلمان الأوكراني السابق والسيناتور الروسي الحالي أندري دركاش.

تداعيات المخطط وتأثيراته

احتفظ هذا المكتب بسجلات “محاسبة سوداء” وقام بغسل حوالي 100 مليون دولار عبر شركات غير مقيمة، وفقًا للمكتب الوطني لمكافحة الفساد ومكتب المدعي العام المتخصص لمكافحة الفساد. وقد أدى هذا الكشف إلى احتجاز خمسة أشخاص ووضع سبعة آخرين تحت الشبهة، بما في ذلك مستشار سابق لوزير الطاقة.

يأتي هذا الفضيحة في ظل تصاعد الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد. صرح النائب أولكسندر ميريشكو من حزب زيلينسكي أن “داخليًا، سيتم استخدام هذه الفضيحة لتقويض الوحدة والاستقرار داخل البلاد. خارجيًا، سيستخدمها أعداؤنا كحجة لوقف المساعدات لأوكرانيا.”

أعرب الرئيس زيلينسكي عن دعمه للتحقيقات التي تجريها سلطات إنفاذ القانون ومكافحة الفساد في أوكرانيا، قائلاً إنه “من غير المقبول تمامًا أن تكون هناك مخططات في قطاع الطاقة في خضم كل هذا”. وأعلن عن نيته توقيع مرسوم لفرض عقوبات على الأفراد المتورطين في قضية إنيرغواتوم.

الخطوات المقبلة

من المتوقع أن تستمر التحقيقات في الفترة القادمة، وقد تفرض الحكومة المزيد من العقوبات على المتورطين في مخطط الفساد. وفي ظل هذه التطورات، يبقى من غير الواضح كيف ستؤثر هذه الفضيحة على استقرار أوكرانيا ودعمها الدولي.

سيكون من المهم مراقبة كيفية تعامل الحكومة الأوكرانية مع هذه القضية وكيفية تأثيرها على العلاقات الدولية والمساعدات المقدمة لأوكرانيا في مواجهة التحديات التي تفرضها الحرب المستمرة مع روسيا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version