عادت منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقًا) إلى العمل بشكل طبيعي لدى غالبية المستخدمين في الولايات المتحدة بعد توقف مؤقت، وذلك في أعقاب سلسلة من الأعطال التي أثرت على العديد من الخدمات الرقمية الشهيرة. ووفقًا لتقارير متفرقة، بدأ المستخدمون في الإبلاغ عن مشكلات في الوصول إلى إكس في وقت سابق من يوم الجمعة، مما أثار مخاوف بشأن استقرار المنصة.
تزامن هذا العطل مع تقارير عن مشكلات مماثلة في خدمة “كلاود فلير” (Cloudflare)، وهي شبكة توصيل محتوى أساسية للعديد من المواقع والتطبيقات. وأشارت بيانات “داون ديتيكتور” (DownDetector) إلى أن عدد البلاغات عن المشكلات في “إكس” وصل إلى ذروته عند حوالي 20500 تقرير، قبل أن ينخفض بشكل ملحوظ إلى أقل من 500 بحلول الساعة 11:47 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
أسباب عطل منصة إكس وتداعياته
يعود السبب المباشر لعطل إكس إلى مشكلات غير محددة في شبكة “كلاود فلير”. ويعتبر هذا العطل الأحدث في سلسلة من المشاكل التي واجهت المنصة منذ استحواذ إيلون ماسك عليها، مما أثار تساؤلات حول قدرة الشركة على الحفاظ على استقرار البنية التحتية الخاصة بها.
تزايد الاعتماد على شبكات توصيل المحتوى
أظهرت هذه الأحداث مدى الاعتماد المتزايد على شبكات توصيل المحتوى (CDN) مثل “كلاود فلير” في توفير الخدمات الرقمية. تقوم هذه الشبكات بتخزين نسخ من بيانات المواقع والتطبيقات على خوادم موزعة جغرافيًا، مما يقلل من زمن الاستجابة ويزيد من سرعة التحميل.
لكن هذا الاعتماد يعني أيضًا أن أي مشكلة في شبكة CDN يمكن أن تؤثر على مجموعة واسعة من الخدمات في وقت واحد. وقد لوحظ هذا الأمر بالفعل هذا العام، عندما أدت مشكلات في “كلاود فلير” إلى تعطيل خدمات أخرى مثل “كانفا” (Canva) وChatGPT و”جريندر” (Grindr) لفترة وجيزة.
أحداث مماثلة في الماضي القريب
لم يكن هذا العطل منعزلاً. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، واجه المستخدمون صعوبات في الوصول إلى العديد من المنصات الرقمية بسبب ارتفاع غير عادي في حركة بيانات الإنترنت.
وبالنظر إلى الوراء، شهد شهر أكتوبر الماضي انقطاعًا كبيرًا في خدمة “أمازون ويب سيرفسيز” (Amazon Web Services – AWS)، مما أثر على خدمات أمازون وتطبيقاتها، بالإضافة إلى منصات أخرى مثل “ريديت” (Reddit) و”روبلوكس” (Roblox) و”سناب شات” (Snapchat). هذا العطل سلط الضوء على المخاطر المرتبطة بالاعتماد على مزود خدمة سحابية واحد.
وفي يوليو من العام الماضي، تسبب تحديث لبرمجيات “كراود سترايك” (CrowdStrike) في عطل واسع النطاق لأنظمة شركة “مايكروسوفت”، مما أثر بشكل كبير على قطاعات مثل الطيران والرعاية الصحية والشحن والتمويل.
التعامل مع الأعطال وتأثيرها على المستخدمين
عادةً ما تلجأ الشركات إلى استعادة النسخ الاحتياطية وإعادة توجيه حركة المرور إلى خوادم أخرى للتخفيف من آثار الأعطال. بالإضافة إلى ذلك، قد تحتاج إلى التحقيق في السبب الجذري للمشكلة وتنفيذ إجراءات تصحيحية لمنع تكرارها.
في حالة إكس و”كلاود فلير”، يبدو أن المشكلة قد تم حلها بشكل سريع نسبيًا. ومع ذلك، فإن هذه الأعطال تذكرنا بأهمية وجود خطط للطوارئ واستراتيجيات للتعامل مع انقطاع الخدمة.
تتسبب هذه المشاكل في خسائر مالية محتملة للشركات، وتؤدي إلى إحباط المستخدمين، وقد تؤثر على الثقة في المنصات الرقمية. ولهذا السبب، من الضروري أن تولي الشركات اهتمامًا خاصًا لأمن واستقرار بنيتها التحتية، وأن تتبنى أفضل الممارسات في إدارة المخاطر.
استقرار المنصات الرقمية أمر بالغ الأهمية
إن استقرار منصة إكس وغيره من الخدمات الرقمية ذات الأهمية المتزايدة في العصر الحالي أمر بالغ الأهمية. هذه المنصات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، أو لمتابعة الأخبار، أو لإجراء الأعمال التجارية.
كما أن هذه الحوادث تعزز أهمية التنويع في البنية التحتية الرقمية، وتقليل الاعتماد على مزود واحد للخدمات الأساسية. و يعتبر البحث عن حلول بديلة ووضع خطط استجابة للأزمات أمراً ضرورياً.
في الوقت الحالي، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان العطل الأخير في إكس مرتبطًا بأي تغييرات أو تحديثات أجرتها الشركة مؤخرًا. ومن المتوقع أن تقوم إكس و”كلاود فلير” بإجراء تحقيقات مفصلة لتحديد السبب الجذري للمشكلة وكشف أي ثغرات في النظام.
ما يجب مراقبته في الفترة المقبلة هو مدى التزام إكس بتحسين استقرار منصتها، وما إذا كانت ستتخذ خطوات لتقليل اعتمادها على “كلاود فلير” أو تبني حلول بديلة.

