التقى رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، اليوم الجمعة، الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بحضور السفير المصري لدى ماليزيا، كريم السادات، والشيخ أحمد فواز علي فاضل، مفتي ماليزيا، وذلك عقب أداء صلاة الجمعة بمقر مسجد القدوس، بالعاصمة الماليزية كوالالمبور.
رئيس الوزراء الماليزي يلتقي مفتي الجمهورية في كوالالمبور
وخلال اللقاء، نقل مفتي الجمهورية، تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى دولة رئيس الوزراء الماليزي، وتمنياته للشعب الماليزي بمزيد من التقدم والازدهار، فيما طلب رئيس الوزراء الماليزي نقل تحياته إلى فخامة الرئيس المصري، معربًا عن تقديره البالغ لجهوده الدؤوبة في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية، ولا سيما القضية الفلسطينية، التي بذلت فيها مصر بقيادتها المخلصة جهودًا جبارة للوصول إلى وقف لإطلاق النار وإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني.
وأكد فضيلة المفتي خلال اللقاء أن العلاقات بين مصر وماليزيا تمثل أنموذجًا فريدًا للتعاون المثمر القائم على الاحترام والتقدير المتبادل، مشيرًا إلى أن التفاهم بين البلدين يعكس وحدة الرؤية في خدمة قضايا الأمة وتعزيز ثقافة الحوار والسلام العالمي، مشيرًا إلى أن التعاون في مجالات التدريب، وتبادل الخبرات، وتطوير القدرات الإفتائية، يمثل خطوة نوعية نحو بناء شراكة استراتيجية تخدم الجانبين وتسهم في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال.
وأوضح فضيلة المفتي أن دار الإفتاء المصرية أصبحت بفضل خبراتها المتراكمة مركزًا دوليًّا رائدًا في الإفتاء والتأهيل العلمي، مشيرًا إلى استعدادها التام لتقديم برامج تدريبية متخصصة في مجالات الفتوى والبحث الشرعي، ودعم المؤسسات الدينية الماليزية بما يعزز كفاءتها العلمية والمجتمعية، فضلًا عن التعاون في ترجمة وإصدار مؤلفات فكرية تُصحح المفاهيم المغلوطة وتنشر قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب.
كما ناقش الجانبان إمكانية إنشاء مكتب تمثيلي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بماليزيا، بالتنسيق مع السفارة المصرية في كوالالمبور ودائرة الإفتاء الماليزية، ليكون منصة للتواصل والتنسيق، ومركزًا متخصصًا في تدريب المفتين وتأهيل الكوادر الدينية، بالإضافة إلى الإسهام في إعداد برامج لتأهيل المقبلين على الزواج، دعمًا للاستقرار الأسري والمجتمعي في ماليزيا.
من جانبه، عبّر رئيس الوزراء الماليزي عن بالغ اعتزازه بزيارة فضيلة المفتي، مؤكدًا تقديره العميق لمكانته العلمية والدعوية، ومشيدًا بالدور الريادي الذي تضطلع به مصر وقيادتها السياسية والدينية في نصرة قضايا الأمة الإسلامية وترسيخ الأمن والاستقرار العالمي. كما أشار إلى أن بلاده تنظر إلى الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية بوصفهما منارتين للفكر الإسلامي المستنير، ناقلًا تحياته إلى فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر حفظه الله موضحًا أن ماليزيا حريصة على الاستفادة من خبراتهما في تطوير منظومة الإفتاء، وتوظيف التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لخدمة القضايا الدينية.

