أجلت شركة أوراكل (Oracle) مواعيد تسليم بعض مراكز البيانات التي تقوم بتطويرها لصالح شركة الذكاء الاصطناعي أوبن إيه آي (OpenAI) حتى عام 2028، بدلاً من الجدول الزمني السابق المحدد بعام 2027. يأتي هذا التأجيل في إطار تحديات تواجهها الشركة في تنفيذ التزاماتها المتعاقد عليها، والتي تهدف إلى توفير البنية التحتية الحاسوبية اللازمة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة من أوبن إيه آي. هذا الخبر يثير تساؤلات حول سرعة وتيرة تطوير مراكز البيانات اللازمة لدعم طفرة الذكاء الاصطناعي.

تأجيل تسليم مراكز البيانات لأوبن إيه آي: نظرة على الأسباب والتداعيات

أفاد أشخاص مطلعون على تفاصيل الصفقة بأن التأجيلات ترجع بشكل أساسي إلى صعوبات في الحصول على العمالة الماهرة والمواد اللازمة للبناء. هذه الصعوبات ليست فريدة من نوعها لأوراكل، بل تعكس تحديات أوسع تواجه قطاع تكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية بشكل عام. وتشير التقارير إلى أن هذه التأخيرات قد تؤثر على قدرة أوبن إيه آي على توسيع نطاق خدماتها بوتيرة سريعة.

نقص العمالة والمواد كعقبة رئيسية

يعتبر نقص العمالة الماهرة في مجال بناء وتشغيل مراكز البيانات من أبرز التحديات التي تواجه الشركات. يتطلب بناء هذه المراكز خبرات متخصصة في مجالات مثل الكهرباء والميكانيكا وتبريد البيانات، وهي مهارات تشهد طلباً متزايداً. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الشركات صعوبات في الحصول على المكونات الأساسية مثل الخوادم وأنظمة التبريد، مما يؤدي إلى تأخيرات في المشاريع.

على الرغم من هذه التأخيرات، أكدت أوراكل أنها تواصل العمل على الوفاء بالتزاماتها تجاه أوبن إيه آي. وصرح كلاي ماجويرك، الرئيس التنفيذي المشارك لأوراكل، خلال مكالمة نتائج الأعمال الأخيرة بأن الشركة لديها أهداف طموحة وقابلة للتحقيق لتسليم القدرات الحاسوبية على مستوى العالم. وأضاف أن مركز البيانات الأول الذي يتم تطويره لصالح أوبن إيه آي في أبيلين بولاية تكساس يسير وفقاً للجدول الزمني المحدد.

وذكر ماجويرك أن أكثر من 96 ألف شريحة من إنفيديا (Nvidia) قد تم تسليمها بالفعل للمشروع في أبيلين، مما يشير إلى تقدم ملموس في هذا الموقع تحديداً. هذا التسليم يمثل جزءاً كبيراً من البنية التحتية الحاسوبية المطلوبة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

يأتي هذا العقد الضخم بين أوراكل وأوبن إيه آي في إطار سعي أوبن إيه آي لتأمين قدرات حوسبة هائلة لتطوير وتشغيل نماذجها، بما في ذلك نموذج GPT-4 الشهير. وتعتبر أوراكل من الشركات الرائدة في مجال توفير خدمات الحوسبة السحابية والبنية التحتية، مما يجعلها شريكاً استراتيجياً لأوبن إيه آي.

تأثر سعر سهم أوراكل سلبًا بخبر التأجيل، حيث انخفض بنسبة تصل إلى 6.5% في تداولات الجمعة. يعكس هذا الانخفاض قلق المستثمرين بشأن قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها في الوقت المحدد، وتأثير ذلك على إيراداتها وأرباحها المستقبلية.

تعتبر الحوسبة السحابية مكونًا أساسيًا في تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث توفر البنية التحتية اللازمة لتخزين ومعالجة كميات هائلة من البيانات. وتشهد هذه الصناعة نمواً سريعاً، مدفوعاً بالطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي من مختلف القطاعات.

بالإضافة إلى أوراكل، تستثمر شركات أخرى مثل مايكروسوفت وأمازون أيضًا بشكل كبير في بناء مراكز بيانات متخصصة لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتتنافس هذه الشركات على جذب عملاء من قطاع الذكاء الاصطناعي، وتقديم حلول حوسبة مبتكرة تلبي احتياجاتهم المتزايدة.

تعتبر البنية التحتية للذكاء الاصطناعي من العوامل الحاسمة في تحديد سرعة وتيرة الابتكار في هذا المجال. فكلما توفرت قدرات حوسبة أكبر وأكثر كفاءة، كلما أمكن تدريب نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تعقيداً ودقة.

من المتوقع أن تستمر التحديات المتعلقة بنقص العمالة والمواد في التأثير على قطاع مراكز البيانات في المدى القصير والمتوسط. ومع ذلك، فإن الشركات تعمل على إيجاد حلول مبتكرة للتغلب على هذه التحديات، مثل الاستثمار في الأتمتة وتدريب العمالة المحلية.

في الختام، يمثل تأجيل تسليم بعض مراكز البيانات لأوبن إيه آي إشارة إلى التحديات التي تواجه تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم طفرة الذكاء الاصطناعي. من المهم متابعة تطورات هذا الوضع، وتقييم تأثيره على قدرة أوبن إيه آي على تحقيق أهدافها. الخطوة التالية المتوقعة هي تقييم أوراكل لتأثير التأخيرات على التكاليف والإيرادات، وتقديم تحديثات للمستثمرين حول التقدم المحرز في المشاريع المتبقية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version