يخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح بيرو صفة “الحليف الرئيسي من خارج حلف الناتو”، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع دولة تعتبر شريكًا استراتيجيًا في مكافحة تهريب المخدرات والتصدي للتحديات الإقليمية. يأتي هذا الإعلان في سياق تصاعد الضغط الأمريكي على فنزويلا وجهود مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في أمريكا اللاتينية.
أرسل البيت الأبيض إخطارًا رسميًا إلى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الخميس، لإبلاغهم بنيته منح بيرو هذا التصنيف المرموق. وتعتبر هذه الإجراءات جزءًا من استراتيجية أوسع تتبعها إدارة ترامب لتعزيز العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية، خاصةً في ظل التوترات المتزايدة مع فنزويلا.
أهمية تصنيف بيرو كحليف رئيسي
يمنح تصنيف “الحليف الرئيسي من خارج حلف الناتو” بيرو امتيازات عسكرية واقتصادية كبيرة، بما في ذلك الأهلية للمشاركة في المناقصات الحكومية الأمريكية لإصلاح المعدات الدفاعية. بالإضافة إلى ذلك، يعزز هذا التصنيف التعاون الأمني بين البلدين، ويسهل تبادل المعلومات الاستخباراتية، ويفتح الباب أمام تدريبات عسكرية مشتركة.
وفقًا لمحللين سياسيين، فإن هذا القرار يعكس تقديرًا للإدارة الأمريكية للجهود التي تبذلها بيرو في مكافحة تهريب المخدرات، خاصةً الكوكايين القادم من دول الجوار. كما أنه يمثل دعمًا للرئيس البيروفي خوسيه جيري، الذي تولى منصبه في أكتوبر الماضي، وتعهد بالتصدي للجريمة المنظمة.
السياق الإقليمي وتصعيد التوترات مع فنزويلا
يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا توترًا متزايدًا. وقد شن الرئيس ترامب هجمات لفظية حادة على نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وهدد بفرض عقوبات اقتصادية إضافية، وحتى بالتدخل العسكري، لوقف تدفق المخدرات غير المشروعة إلى الولايات المتحدة.
في هذا السياق، تسعى الولايات المتحدة إلى حشد المزيد من الدعم من دول أمريكا اللاتينية لمواجهة التحديات التي تمثلها فنزويلا. وتعتبر بيرو، بفضل موقعها الاستراتيجي وجهودها في مكافحة المخدرات، شريكًا حيويًا في هذه الجهود.
بيرو تنضم إلى قائمة الحلفاء الرئيسيين في أمريكا اللاتينية
تنضم بيرو، بهذا التصنيف، إلى قائمة تضم 19 دولة أخرى تتمتع بنفس الصفة، بما في ذلك الأرجنتين وكولومبيا والبرازيل. وتشير هذه الخطوة إلى أن إدارة ترامب تولي أهمية متزايدة لعلاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية، وتسعى إلى تعزيز التعاون معها في مجالات الأمن والاقتصاد.
بالإضافة إلى ذلك، يأتي منح بيرو هذا التصنيف بعد منح السعودية نفس الصفة مؤخرًا، مما يعكس رغبة الإدارة الأمريكية في تعزيز التحالفات الاستراتيجية مع دول تعتبرها حلفاء مهمين في مناطق مختلفة من العالم.
تأثيرات محتملة على العلاقات الثنائية
من المتوقع أن يؤدي تصنيف بيرو كحليف رئيسي إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات. وتشمل هذه المجالات التعاون الأمني، والتجارة والاستثمار، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والتدريب العسكري المشترك.
بالإضافة إلى ذلك، قد يفتح هذا التصنيف الباب أمام المزيد من المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية لبيرو، مما يساعدها على تعزيز قدراتها في مكافحة تهريب المخدرات والتصدي للجريمة المنظمة.
ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن هذا التصنيف قد يثير ردود فعل سلبية من فنزويلا، التي قد تعتبره بمثابة استفزاز. كما أن هناك مخاوف بشأن تأثير هذا التصنيف على التوازن الإقليمي في أمريكا اللاتينية.
الخطوة التالية المتوقعة هي موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على هذا التصنيف، وهو أمر يُتوقع أن يتم في الأسابيع القليلة القادمة. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف ستتطور العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا في المستقبل، وما إذا كانت ستؤدي إلى تصعيد إضافي في التوترات. من المهم مراقبة التطورات الإقليمية عن كثب، وتقييم تأثير هذا التصنيف على الاستقرار الإقليمي والأمن القومي للولايات المتحدة.

