أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ضرورة “نزع سلاح حماس”، معرباً عن رغبته في الانتقال السريع إلى المرحلة التالية من وقف إطلاق النار في غزة وبدء عملية إعادة الإعمار. جاء ذلك خلال استقباله لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجعه مارالاغو بولاية فلوريدا، حيث أبدى ترامب دعمه لإسرائيل وسط انتقادات دولية لاستمرار الغارات على القطاع رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار. هذا اللقاء يأتي في ظل جهود أمريكية مكثفة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

الاجتماع بين ترامب ونتنياهو ناقش مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى التهديدات الإيرانية المتصاعدة والتصعيد المستمر على الجبهة اللبنانية. ويعتبر هذا اللقاء السادس بين الزعيمين هذا العام، ولكنه يأتي في وقت يشهد تباينات متزايدة في وجهات النظر بين الجانبين حول كيفية المضي قدماً في عملية السلام.

مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ونزع سلاح حماس

يرى مسؤولون إسرائيليون أن زيارة نتنياهو إلى فلوريدا تمثل فرصة حاسمة لإقناع ترامب باتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن غزة، وربط أي انسحاب إسرائيلي أوسع بالمرحلة الثانية من خطة السلام بنزع سلاح كامل لحركة حماس. في المقابل، أشار ترامب إلى أن “بدء إعادة إعمار غزة ستبدأ قريباً”، مؤكداً على العمل لحل المشكلة، دون الخوض في تفاصيل إضافية.

كان ترامب قد وصف في أكتوبر الماضي اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحماس بأنه “فجر جديد” للمنطقة، إلا أن تنفيذ خطته ذات الـ20 بنداً تعثر بسبب الموقف الإسرائيلي من الانتقال إلى المرحلة الثانية. وتعطّل التقدم بسبب استمرار إسرائيل في شن غارات داخل القطاع، على الرغم من سريان وقف إطلاق النار.

تصاعد التوتر مع واشنطن

تصاعد التوتر بين إسرائيل وواشنطن مؤخراً بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن نية إسرائيل إقامة مستوطنات داخل غزة، وهو ما يتعارض مع خطة السلام الأمريكية. وقد أدى ذلك إلى توبيخ مسؤولين أمريكيين لكاتس، والذي كرر بعد ذلك أن إسرائيل لن تنسحب بالكامل من القطاع.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية من اليمين المتطرف الذي يرى أنه “لم يفعل ما يكفي لتدمير حماس”، على الرغم من الحرب التي أودت بحياة الآلاف وتسببت في دمار واسع النطاق في القطاع.

البرنامج الصاروخي الإيراني والتهديدات المتصاعدة

لم يقتصر اللقاء بين ترامب ونتنياهو على ملف غزة، بل تناول أيضاً البرنامج الصاروخي الإيراني. يسعى نتنياهو للحصول على “ضوء أخضر” لتنفيذ ضربة أخرى ضد هذا البرنامج، ربما في عملية مشتركة مع الولايات المتحدة. في المقابل، جدد ترامب تهديداته لإيران، مؤكداً أنه سمع أن طهران “تعيد بناء قدراتها” بعد الغارات الجوية الأمريكية على أهداف نووية في البلاد.

وقد نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مقطع فيديو مولداً بالذكاء الاصطناعي يظهر نتنياهو وترامب يقودان قاذفة “B-2” الشبحية، وهي الطائرة التي استخدمتها الولايات المتحدة في يونيو لضرب منشآت نووية إيرانية.

التصعيد في لبنان وسوريا

كما ناقش الزعيمان الوضع في لبنان، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته على مناطق في الجنوب بشكل شبه يومي، مما يهدد بدفع المنطقة نحو جولة جديدة من العنف. وفي سوريا، أعربت إدارة ترامب عن استيائها من بعض العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تعرقل جهود إعادة بناء البلاد.

مواجهة محتملة حول غزة

يرى خبراء أن هناك “احتمالاً لمواجهة كبيرة حول غزة”، لأنها القضية الأكثر مركزية للطرفين. يريد ترامب إثبات أن الاتفاق الكبير الذي أبرمه يعمل فعلياً، بينما يخشى نتنياهو من أن يؤدي أي اتفاق يبدو أن حماس ستبقى من خلاله في غزة إلى مخاطر سياسية كبيرة في الانتخابات الإسرائيلية القادمة عام 2026.

في الختام، من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من المشاورات بين واشنطن وتل أبيب حول مستقبل غزة والبرنامج الصاروخي الإيراني. يبقى من غير الواضح ما إذا كان الطرفان سيتمكنان من التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين، أو ما إذا كانت التوترات ستستمر في التصاعد. سيكون من المهم مراقبة التطورات على الأرض، بالإضافة إلى ردود الفعل الإقليمية والدولية، لتقييم مسار الأزمة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version