Published On 1/9/2025
|
آخر تحديث: 13:30 (توقيت مكة)
لم ير الفلسطينيون في عملية “عربات جدعون” سوى مجازر ودمار حتى جاء الاعتراف الإسرائيلي بفشلها ليؤكد أن الهدف لم يكن عسكريا بقدر ما كان سياسة ممنهجة للقتل والتجويع.
وكشفت وثيقة سرية داخلية للجيش الإسرائيلي عن فشل عملية “عربات جدعون” في تحقيق أهدافها المعلنة، وعلى رأسها إخضاع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإعادة الأسرى.
هذا الاعتراف الرسمي الذي نقلته القناة 12 الإسرائيلية فجّر موجة واسعة من التفاعل والغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ناشطون أن ما يسوّق بوصفه “فشلا عسكريا” ما هو إلا ستار يخفي وراءه سياسة ممنهجة من القتل والتدمير بحق سكان قطاع غزة.
وثيقتهم السريّة عن فشل “عربات جدعون”، وخاتمة مُثيرة..
نُشر خبرها الليلة. تقول خاتمتها حسب “معاريف”:
“حماس كانت تمتلك جميع مقومات البقاء والانتصار (موارد وأمنا، وأسلوبا قتاليا مناسبا).. لم تُهزم عسكريا وسياسيا، ولم يُعَد الرهائن”. (هـ).
“عربات جدعون 2″، لن تكون استثناء، بإذن الله. pic.twitter.com/wGlFvC3z96— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) August 31, 2025
وبحسب القناة الإسرائيلية، عزت الوثيقة أسباب الفشل إلى التخطيط العشوائي وعدم ملاءمة العملية لطبيعة قتال حماس، مشيرة إلى أن الجيش ارتكب “كل خطأ ممكن” بما في ذلك غياب إطار زمني محدد لتنفيذها.
عجز نتنياهو عن حسم المعركة
ورأى مغردون أن الوثيقة تؤكد عجز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، عن حسم المعركة، مشيرين إلى أنه اعتاد منذ بداية الحرب إطلاق عملية جديدة كلما فشلت سابقاتها، بدءا من “خطة الجنرالات” التي لم تحقق أهدافها، وصولا إلى إطلاق عملية “عربات جدعون 2”.
خطة الجنرالات فشلت وخطة عربات جدعون 1.2 فشلت بتحقيق أهدافها العسكرية بتقويض حماس وتفكيكها وتفكيك قدراتها وبنيتها العسكرية والتقنية والتنظيمية وللتغطية علي فشلهم بالميدان يمارسون إنتقاما جماعيا على 2.2 غزاوي.هذه الوثيقة السرية تثبت أن نتنياهو عاجز عن حسم المعركة لصالحه حتى اللحظة
— Maya rahhal (@mayarahhal83) August 31, 2025
وأكد ناشطون أن هذه الخطط -بما فيها “عربات جدعون 1 و2”- لم تفكك البنية العسكرية والتنظيمية لحماس كما روّجت إسرائيل، بل لجأت القيادة إلى سياسة “الانتقام الجماعي” بحق 2.2 مليون فلسطيني في القطاع لتغطية إخفاقاتها الميدانية.
فشل عملية عربات جدعون
الإحتلال من فشل إلى فشل
— mahmoud es-haileh (@Mahmoudeshailah) September 1, 2025
بين الفشل العسكري والنجاح الدموي
واعتبر بعض المدونين أن العملية لم يكن لها هدف عسكري حقيقي يمكن قياسه بالنجاح أو الفشل، بل اقتصرت على “حصد الأرواح ونسف المنازل وتسوية الأحياء بالأرض”، بالمقابل يرى آخرون أن وصف العملية بـ”الفاشلة” يخفي حقيقتها كمجزرة مكتملة الأركان نجحت في تحقيق غاياتها الدموية.
يتحدثون عن “فشل عملية عربات جدعون”، فيلتقطها بعضنا بسذاجة وكأنها حقيقة. والحقيقة أن العملية لم يكن لها هدف عسكري يُقاس بالنجاح أو الفشل؛ كل ما وُضع لها هو حصد الأرواح، ونسف المنازل، وتسوية الأحياء بالأرض، ومحو معالمها، وقد كان.
الآن، يشارك البعض في تسويق رواية “الفشل” التي تُخفي…— Mohanad AlArawi | مُهَنَّد (@Mohanadtv86) September 1, 2025
وكتب أحد النشطاء “بالعكس، عملية عربات جدعون نجحت نجاحا باهرا في الإبادة والقتل والتجويع، ونجحت في سحق عظام الأطفال الأبرياء”.
وأضاف آخر “ما يجري ليس سوى ذر للرماد في العيون لاستكمال عملية الإبادة. هم نجحوا فقط في قتل الأطفال والنساء وخير الرجال ونشر الفوضى في الأرض”.
“عربات جدعون 2”.. تكرار النهج
ويرى مدونون أن انطلاق عملية “عربات جدعون 2” ما هو إلا دليل على فشل سابقتها، إذ لو حققت أهدافها لما كانت هناك حاجة لإطلاق نسخة جديدة.
الان نشهد لحظات حاسمة في عملية عربات جدعون 2 ويبدوا انها تعتمد على نسف مربعات سكنية كاملة والروبوتات المتفجرة مع استهداف المدنيين كالعادة https://t.co/3WpUwWYRCx
— Warrior (@BarbaryWarrior) August 31, 2025
وأشاروا إلى أن العملية الحالية تعتمد على تدمير مربعات سكنية كاملة واستخدام “الروبوتات المتفجرة” مع استهداف المدنيين، في نهج اعتبروه استمرارا لسياسة الإبادة.
وثيقة داخلية مسربة من داخل الجيش الإسرائيلي تكشف إقراره بفشل عملية “مركبات جدعون” في تحقيق أهدافها، رغم تصريحات رئيس الأركان.
المتحدث باسم الجيش صرح بأن الوثائق نشرت دون إذن، وسيتم فتح تحقيق في ذلك . pic.twitter.com/JuafFyJNNh
— Tamer | تامر (@tamerqdh) August 31, 2025
وخلصت آراء المعلقين إلى أن فشل إسرائيل في تحقيق أي إنجاز عسكري ملموس منذ اليوم الأول للحرب، رغم الدعم الغربي الكبير، جعل عملياتها تتحول إلى سياسة منظمة تقوم على قتل الأبرياء وهدم المباني، مما اعتبروه انعكاسا لضعفها وفشلها الذريع ميدانيا وسياسيا.
وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت) أقر مطلع مايو/أيار 2025 خطة عملية “عربات جدعون” بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في القطاع عبر عملية منظمة من 3 مراحل.
وأقرت الخطة استخدام 5 عوامل ضغط ضد حركة حماس في محاولة لإرغامها على القبول باتفاق لتبادل الأسرى، وتفكيك بنيتها العسكرية. واستدعى الجيش الإسرائيلي لغرض تنفيذها عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.