12/8/2025–|آخر تحديث: 14:35 (توقيت مكة)
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين يتهمون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالوقوف وراء عرقلة تعيينات في الجيش، وربطها بطلب الحكومة تسريع تحضير خطط لاجتياح ما تبقى من قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية أن هناك ارتباطا مباشرا بين التوقيع على التعيينات العسكرية وبين تسريع إعداد هذه الخطط، بينما وصف قادة في الجيش الربط بين الملفين بأنه “ابتزاز” من القيادة السياسية.
ضغوط سياسية
وفي السياق، قال الباحث في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى إن نتنياهو يضغط على وزير الدفاع يسرائيل كاتس لعدم المصادقة على التعيينات، بهدف تغيير النخبة العسكرية لتصبح أكثر انسجاما مع سياسات اليمين، من خلال تعيين شخصيات مقربة منه في مواقع القيادة.
وأشار إلى أن الرسالة الضمنية لنتنياهو لقيادة الجيش، وعلى رأسها رئيس الأركان إيال زامير، هي أن “الجيش تابع للحكومة حتى في القرارات ذات الطابع المهني”، في محاولة لترسيخ هذه الصورة لدى جمهور اليمين.
تغيير هوية الجيش
أما خبير الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، فيرى أن الخلافات تعكس سعي نتنياهو للسيطرة على الجيش عبر تعيين مقربين من التيار القومي والديني وإقصاء آخرين، ضمن خطة لتغيير هوية المؤسسة العسكرية بما يوافق أجندة اليمين.
وأشار أبو عواد، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن نحو 40% من ضباط الجيش ينتمون للتيار الديني القومي، رغم أن نسبتهم في المجتمع الإسرائيلي لا تتجاوز 12%، لكن القيادة العليا ما زالت تميل إلى التيار الصهيوني الليبرالي التقليدي.
ويرى أبو عواد أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي على المدى البعيد إلى تراجع التجنيد وفقدان الكفاءات التكنولوجية، مع تحول الجيش تدريجيا من “جيش الدولة” إلى “جيش الرب” الأكثر دموية وفاشية في تعامله مع الفلسطينيين.
ونوه إلى أن استبعاد التيار التقليدي الليبرالي لمصلحة التيار الديني القومي، الذي يُنظر إليه داخل إسرائيل على أنه أقل خبرة وتعليما، سيضعف قدرة الجيش على الابتكار والتطور ويؤثر على حافزتيه القتالية، مما سينعكس على ثقة المجتمع الإسرائيلي بالمؤسسة العسكرية، التي تراجعت من أكثر من 90% سابقا إلى نحو 70% حاليا.
ويأتي هذا الجدل في ظل ما وصفته هيئة البث الإسرائيلية بأنه “شرخ” في القيادة الأمنية، بعد تعيينات عسكرية مثيرة للجدل رفضها وزير الدفاع، وانتقدها زعيم المعارضة يائير لبيد بوصفها دليلا على فوضى إدارة الدولة والجيش، وسط خلاف محتدم حول خطة نتنياهو لاحتلال غزة بالكامل.