عقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اجتماعاً في البيت الأبيض مع عمدة مدينة نيويورك الجديد، زهران ممداني، حيث ناقش الطرفان قضايا تتعلق بالمدينة، بالإضافة إلى تطورات إقليمية ودولية، بما في ذلك الوضع في غزة وأوكرانيا. الاجتماع يأتي في ظل تباينات سياسية واضحة بين الطرفين، حيث يسعى ترمب للضغط من أجل نزع سلاح حماس ويدعو رئيس لبنان لزيارة واشنطن، بينما يمثل ممداني تياراً تقدمياً يسعى لتغيير سياسات المدينة الداخلية. هذا اللقاء مهم في سياق العلاقات الأميركية-اللبنانية و **السياسة الأميركية** تجاه الشرق الأوسط.
أعرب ترمب عن تفاؤله بقدرة ممداني على إدارة مدينة نيويورك، مؤكداً نيته تقديم الدعم له. وأشار إلى أنه يأمل أن يكون ممداني عمدة ناجحاً، معتبراً أن نجاحه سيعكس إيجاباً على جهود ترمب نفسه. من جانبه، أكد ممداني أن الاجتماع ركز على المصالح المشتركة لمدينة نيويورك، معرباً عن تقديره للفرصة التي أتيحت له لمناقشة هذه القضايا مع الرئيس ترمب.
نزع سلاح حماس وزيارة مرتقبة لرئيس لبنان
ركز جزء كبير من المحادثات على الأوضاع في الشرق الأوسط، وتحديداً على قطاع غزة. وشدد الرئيس ترمب على أنه يمارس ضغوطاً مكثفة من أجل نزع سلاح حركة حماس، معتبراً ذلك شرطاً أساسياً لتحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة. وأضاف ترمب أنه يعتزم دعوة الرئيس اللبناني جوزاف عون لزيارة واشنطن لمناقشة التطورات الإقليمية وتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين.
المحكمة الجنائية الدولية وبنيامين نتنياهو
أكد ترمب أنه لم يتطرق إلى مسألة إمكانية اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك بناءً على مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. صدرت مذكرة التوقيف بحق نتنياهو في 21 نوفمبر 2024، بتهم تتعلق بتعمد تجويع المدنيين وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال العمليات العسكرية في غزة. لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب اللبناني حتى الآن حول الدعوة المتوقعة إلى واشنطن.
وبالنسبة لأوكرانيا، صرح ترمب بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجب أن يوافق على خطة السلام المدعومة من الولايات المتحدة لوقف الغزو الروسي. وأمهل ترمب كييف أسبوعاً لاتخاذ قرار بشأن هذه الخطة، مشدداً على أن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع. هذه الخطة تهدف إلى تحقيق تسوية سياسية تنهي الحرب مع الحفاظ على **الأمن الإقليمي**.
يأتي هذا الاجتماع في توقيت معقد، حيث تترقب الأطراف المعنية خطوات مستقبلية بشأن الصراعات الدائرة في غزة وأوكرانيا.
يُذكر أن زهران ممداني، الذي يمثل تياراً تقدمياً في الحزب الديمقراطي، فاز بمنصب عمدة نيويورك على أساس برنامج يركز على قضايا اجتماعية واقتصادية، مثل تجميد الإيجارات وتوفير رعاية شاملة للأطفال. وركزت حملته على معالجة التحديات التي تواجه سكان نيويورك، وخاصة ارتفاع تكاليف المعيشة.
خلال حملته الانتخابية، واجه ممداني انتقادات حادة من ترمب، والذي وصفه بأنه “شيوعي” وحذر من أن انتخابه قد يضر بمكانة نيويورك كمركز مالي عالمي. ومع ذلك، يبدو أن ترمب يسعى إلى بناء علاقة عمل مع ممداني، على الرغم من الخلافات الأيديولوجية بينهما. ويعد هذا الأمر جزءاً من **العلاقات السياسية** المعقدة في الولايات المتحدة.
من المتوقع أن تتطور هذه العلاقات في الأسابيع القادمة، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي المقرر لقبول أوكرانيا لخطة السلام الأميركية. وستشكل ردود الفعل على هذه الخطة، وكذلك موقف رئيس لبنان من الدعوة إلى واشنطن، مؤشرات مهمة على مسار **السياسة الخارجية** الأميركية في المنطقة. كما يجب متابعة مدى قدرة ممداني على تحقيق وعوده الانتخابية، وكيف ستؤثر هذه التحولات على المشهد السياسي في نيويورك.
يبقى الرهان على قدرة ترمب وممداني على تجاوز خلافاتهما والتركيز على القضايا المشتركة التي تهم نيويورك والولايات المتحدة. الوضع في غزة وأوكرانيا يتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة، ومن المرجح أن تلعب الولايات المتحدة دوراً محورياً في التوصل إلى حلول مستدامة.

