برز اسم دان دريسكول، وزير الجيش الأمريكي، مؤخرًا كشخصية محورية في جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. انتقل دريسكول، الذي كان في السابق مقربًا من نائب الرئيس جيه دي فانس، إلى قيادة المرحلة الأخيرة من المحادثات مع مسؤولين روس في الإمارات العربية المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام محتمل بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من الصراع. هذه التطورات تثير تساؤلات حول استراتيجية ترامب الجديدة لحل الأزمة في أوكرانيا.
أعرب ترامب عن تفاؤله بشأن التقدم المحرز في هذه المساعي، حيث أعلن عن إرسال مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، بينما يتوجه دريسكول إلى أوكرانيا لمواصلة المحادثات مع المسؤولين الأوكرانيين. تأتي هذه الخطوة في ظل سعي الإدارة الأمريكية لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة المتفاقمة.
دور دان دريسكول في مفاوضات السلام
يُعد تعيين دريسكول، وهو قيادي مدني رفيع المستوى في الجيش تولى منصبه في فبراير الماضي، لقيادة هذه المفاوضات أمرًا غير تقليدي. ركزت جلسة استماع مجلس الشيوخ لتأكيد تعيينه بشكل أساسي على تحديث الجيش الأمريكي، وتحسين عمليات التجنيد، وتعزيز القاعدة الصناعية العسكرية، ولم تتطرق بشكل كبير إلى الدبلوماسية الدولية. ومع ذلك، يبدو أن ترامب يرى في دريسكول القدرة على تحقيق تقدم في هذه القضية المعقدة.
وفقًا لمسؤول أمريكي، لم يتم إطلاع دريسكول على دوره الجديد كمفاوض إلا قبل أسبوع تقريبًا من اجتماعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كانت زيارته الأصلية لأوكرانيا تهدف إلى تقييم كيفية استخدام الجيش الأوكراني للطائرات المسيرة في الحرب، ولكن سرعان ما تحولت إلى مهمة تفاوضية.
خلال لقائه مع زيلينسكي، أعرب دريسكول عن إعجابه بصمود الجيش الأوكراني، مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية الأكثر خبرة لم تضطر أبدًا إلى الدفاع عن وطنها. كما أجرى زيلينسكي وفانس ودريسكول مناقشات مطولة حول مقترح السلام الأمريكي في أوكرانيا.
خطة ترامب للسلام وتداعياتها
تأتي هذه الجهود في أعقاب الكشف عن خطة ترامب المكونة من 28 نقطة لإنهاء الحرب، والتي أثارت مفاجأة وارتباكًا بين المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين. تتضمن الخطة مقترحات جريئة قد تتطلب تنازلات كبيرة من كلا الجانبين.
يرى بعض الخبراء أن دور دريسكول في المفاوضات يمثل خطوة غير تقليدية قد تؤتي ثمارها أو لا. ويعتقد ماكس بيرجمان، مدير برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الإدارة الحالية تتميز باستعدادها لطرح الأفكار الجديدة وتجربة أساليب مختلفة.
ويشير بيرجمان إلى أن قيمة دريسكول تكمن في علاقته الوثيقة بنائب الرئيس فانس، مما يمنحه نفوذًا سياسيًا داخل الإدارة. كما يرى أن ثقة الإدارة بدريسكول تعتبر ميزة إضافية.
دانيال فريد، السفير الأمريكي السابق في بولندا، يرى أن دريسكول قادر على التغلب على نقص الخبرة الدبلوماسية إذا تلقى المشورة المناسبة، وأن ثقة الإدارة به تعتبر أمرًا بالغ الأهمية.
طموحات سياسية ومسيرة مهنية
لم تظهر السيرة الذاتية لدريسكول أي مؤشرات على أنه سيصبح مفاوضًا أمريكيًا بارزًا يسعى لإنهاء أطول حرب في أوروبا منذ عام 1945. ومع ذلك، كان لديه طموحات سياسية، حيث ترشح دون جدوى لمقعد في الكونجرس عن ولاية نورث كارولاينا عام 2020.
انضم دريسكول إلى الجيش كطالب من الطبقة المتوسطة، وخدم كضابط مدرعات في العراق من أكتوبر 2009 إلى يوليو 2010. بعد تخرجه من كلية الحقوق، عمل في شركات رأس المال الاستثماري قبل دخوله المعترك السياسي.
المفاوضات مع موسكو كانت احتمالاً وارداً قبل أسبوع واحد فقط، مما يشير إلى التطورات السريعة في هذا الملف. من المتوقع أن تستمر المحادثات في الأيام والأسابيع القادمة، مع التركيز على إيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المتنازعة.
في الختام، يمثل دور دان دريسكول في مفاوضات السلام في أوكرانيا تطورًا ملحوظًا يستحق المتابعة. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى التوصل إلى اتفاق سلام دائم، ولكنها تمثل محاولة جديدة من قبل الإدارة الأمريكية لإنهاء هذا الصراع المدمر. سيكون من المهم مراقبة التطورات على الأرض، وردود الفعل من الأطراف المعنية، والخطوات التالية التي ستتخذها الإدارة الأمريكية في هذا الملف.

