تصاعدت التوترات مؤخرًا على الحدود التايلاندية الكمبودية، مما أثار مخاوف لدى المسافرين المتجهين إلى وجهتين سياحيتين شهيرتين في جنوب شرق آسيا. تجددت الاشتباكات في 8 ديسمبر، حيث شنت تايلاند غارات جوية على ما وصفته بأنه مواقع عسكرية عبر الحدود في كمبوديا. وتبادل الجانبان الاتهامات ببدء إطلاق النار أولاً، مما أدى إلى حالة من عدم اليقين بشأن السياحة في تايلاند وكامبوديا.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة على الحدود، مما دفع الحكومة البريطانية إلى إصدار نصيحة للمواطنين بتجنب السفر إلى جميع المناطق الواقعة على بعد 50 كيلومترًا من الحدود التايلاندية الكمبودية بأكملها، والتي تمتد لمسافة 800 كيلومتر تقريبًا. يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه الإقليم جهودًا دبلوماسية لوقف إطلاق النار.
استمرار الاشتباكات رغم جهود وقف إطلاق النار الدولية
تأتي هذه الاشتباكات بعد شهرين فقط من إعلان خطة سلام توسطت فيها الولايات المتحدة. كما أنها تتبع انفجار لغم أرضي في نوفمبر الماضي، مما أدى إلى تعثر الجهود الرامية إلى ضمان وقف إطلاق النار بعد معارك في يوليو أودت بحياة 40 شخصًا وأجبرت على إغلاق الحدود البرية، وفقًا لتقارير إخبارية محلية.
في الاشتباكات الأخيرة، التي تدخل أسبوعها الثاني، قُتل ما لا يقل عن 52 شخصًا. وقد نزح أكثر من 700 ألف شخص يعيشون في المقاطعات الحدودية، ولجأ الكثيرون إلى مخيمات مؤقتة. حتى الآن، وقعت الاشتباكات في مناطق حدودية نائية بعيدة عن المدن التي يزورها السياح عادةً.
ومع ذلك، فإن أحدث نصيحة سفر من الحكومة البريطانية توسع نطاق المنطقة الخطرة ليشمل الجزر السياحية الشهيرة في مقاطعة ترات التايلاندية.
رحلات الطيران إلى تايلاند مستمرة على الرغم من الاشتباكات
تعتبر تايلاند وكامبوديا وجهتين سياحيتين شهيرتين خلال العطلات الشتوية، حيث يسعى الكثيرون للهروب من الطقس البارد في نصف الكرة الشمالي. لكن الصراع لم يؤثر بشكل كبير على حركة السفر الشتوية ولم يؤثر بعد على المراكز السياحية الرئيسية.
لا تزال المواقع السياحية الشهيرة مثل بانكوك، بوكيت، تشيانغ ماي، سيام ريب، وبنوم بنه آمنة ومفتوحة للزوار.
لكن يوم الثلاثاء الماضي، وصلت الاشتباكات على طول الحدود التايلاندية في ترات إلى الجزر السياحية مثل كوه تشانغ، كوه كود، وكوه ماك. وحسبما ذكرت هيئة السياحة التايلاندية، فإن الأحكام العرفية سارية في أجزاء من مقاطعات تشانثابوري وترات وسا كايو. كما أن خدمات السكك الحديدية من بانكوك تنتهي حاليًا في أرانيابراتيت بدلاً من نقطة الحدود.
على الرغم من الهجمات، صرح متحدث باسم هيئة الطيران المدني الكمبودية للصحفيين المحليين بأن الرحلات الجوية بين بانكوك وبنوم بنه وسيام ريب تستمر في العمل بشكل طبيعي، على الرغم من إغلاق بعض المجال الجوي حتى إشعار آخر.
ومع ذلك، لا تزال الحدود البرية مغلقة أمام الدخول والخروج، مما يعني أنه لا يمكن للمسافرين حاليًا عبور الحدود بين البلدين عن طريق البر.
ماذا تقول النصائح الحكومية؟
استنادًا إلى استمرار إطلاق النار واستخدام المدفعية ووجود ألغام أرضية غير متفجرة، رفعت وزارة الخارجية البريطانية لشؤون الكومنولث والتنمية (FCDO) مستوى التحذير من السفر إلى تايلاند وكامبوديا.
وجاء في نصيحة FCDO: “تنصح وزارة الخارجية الآن بعدم السفر إلى أي مكان على بعد 50 كيلومترًا من الحدود بأكملها مع كمبوديا، باستثناء كوه تشانغ وكوه كود والجزر الأخرى بينهما، حيث تواصل وزارة الخارجية نصيحة بعدم السفر إلا للضرورة.”
تم إغلاق العديد من المواقع الدينية التي تقع على طول الحدود، بما في ذلك معبد برياه فيهار الكمبودي، المعروف باسم كاو فرا ويهان في تايلاند.
لكن وزارة الخارجية لم تصدر تحذيرًا أوسع نطاقًا بشأن السفر إلى تايلاند أو كمبوديا، ولا تزال المطارات والمنتجعات والمدن الرئيسية في كلا البلدين مفتوحة. يجب على المسافرين البريطانيين الحذرين أنهم ما لم تحذر النصيحة من السفر على مستوى البلاد في تايلاند أو كمبوديا، فلن يتم ضمان استرداد الأموال.
تأثير محتمل على السياحة
قد يؤدي استمرار الاشتباكات إلى انخفاض في عدد السياح المتجهين إلى المناطق الحدودية. وتعتمد العديد من الشركات المحلية على السياحة، وقد تتأثر سلبًا إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي إغلاق الحدود البرية إلى تعطيل خطط السفر للعديد من الأشخاص الذين يفضلون عبور الحدود عن طريق البر.
الخلاصة
من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال على الحدود التايلاندية الكمبودية. ومع ذلك، لا يزال الوضع غير مؤكد، ومن غير الواضح متى سيتم رفع القيود على السفر. ينصح المسافرون بمراقبة التطورات عن كثب والتحقق من أحدث النصائح الحكومية قبل السفر إلى المنطقة. من المرجح أن يتم تقييم الوضع مرة أخرى في غضون أسبوعين، مع الأخذ في الاعتبار أي تطورات جديدة في وقف إطلاق النار.

