أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن وجود “تقدم” في المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، ولكنه اعترف بأن حل النزاع لا يزال “صعبًا”. تأتي هذه التصريحات وسط جهود دبلوماسية متزايدة وتكهنات حول خطة سلام محتملة، مع التركيز على دور الولايات المتحدة وأوروبا في هذه العملية.
أدلى ترامب بهذه التعليقات أثناء حديثه إلى الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” يوم الثلاثاء، مسلطًا الضوء على تفاصيل المحادثات الجارية. وأشار إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، سيتوجه قريبًا إلى موسكو للمشاركة في محادثات، وربما بمرافقة جاريد كوشنر، صهره ومستشاره السابق.
جهود السلام في أوكرانيا: تقييم ترامب ودور الولايات المتحدة
أكد ترامب أن المحادثات “تسير بشكل جيد”، معربًا عن اعتقاده بأن أوكرانيا “راضية” عن التطورات. ومع ذلك، أضاف أن النزاع يثير الكثير من “الكراهية”، مما يجعله أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا. يذكر أن إدارة ترامب السابقة واجهت انتقادات بسبب علاقاتها مع روسيا وتعاملها مع قضية أوكرانيا.
وفقًا لتقارير إعلامية، تلعب أوروبا دورًا هامًا في السعي إلى ضمانات أمنية لأوكرانيا بهدف منع أي عدوان روسي مستقبلي. يهدف هذا النهج إلى بناء هيكل أمني مستدام يضمن استقرار المنطقة.
خطة السلام المكونة من 28 نقطة
خضعت إدارة ترامب الأسبوع الماضي لتدقيق بسبب تقديم خطة سلام مكونة من 28 نقطة إلى أعضاء الكونجرس. وصف بعض المشرعين، بمن فيهم الجمهوريون، هذه الخطة في البداية بأنها “قائمة أمنيات” لصالح روسيا.
ومع ذلك، قلل ترامب من أهمية هذه الخطة خلال حديثه مساء الثلاثاء، واصفًا إياها بأنها “مجرد خريطة” أو “مفهوم”. وأوضح أن الأطراف المعنية تقوم حاليًا بتقييم النقاط الـ 28 وتعديلها، حيث تم بالفعل حل بعضها بشكل إيجابي. يمثل هذا التبريد للخطوة السابقة محاولة لتهدئة المخاوف بشأن التحيز المزعوم.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار القتال في أوكرانيا، مع تقارير عن خسائر فادحة في الأرواح على كلا الجانبين. وبحسب وسائل الإعلام الأوكرانية، أسفر هجوم روسي على مدينة تيرنوبيل عن مقتل 25 شخصًا في وقت متأخر من الليل.
العلاقات مع بوتين والنزاع الروسي الأوكراني
أشار ترامب إلى أنه كان يعتقد أن التوصل إلى حل في أوكرانيا سيكون “أسهل” بسبب علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومع ذلك، أقر بأن النزاع الحالي يمثل تحديًا كبيرًا بسبب عمق الانقسامات. يشير هذا إلى اعتراف بصعوبة تجاوز الإرث التاريخي وتراكم المظالم بين البلدين.
وبالرغم من التقدم المحرز، أوضح ترامب أنه ليس لديه موعد نهائي محدد للتوصل إلى اتفاق. واختتم حديثه بالقول إن “المهلة الزمنية بالنسبة لي هي عندما ينتهي الأمر”، معربًا عن أمله في أن يكون الجميع “ملوا القتال” وأنهم يتكبدون “خسائر فادحة في الأرواح”. تعتبر هذه التصريحات مبعثًا للتفاؤل الحذر بشأن إمكانية إنهاء الصراع.
في الوقت الحالي، لا يزال مستقبل المفاوضات غير واضح. من المتوقع أن تتواصل الجهود الدبلوماسية في الأسابيع المقبلة، مع التركيز على إيجاد حلول مقبولة للطرفين. سيتطلب تحقيق السلام المستدام تنازلات من كلا الجانبين، بالإضافة إلى دعم دولي قوي. من المهم أيضًا مراقبة التطورات على الأرض، حيث يمكن أن يؤثر أي تصعيد جديد سلبًا على فرص التوصل إلى اتفاق. ويتوقع متابعة ردود فعل الأطراف المعنية، وخاصة أوكرانيا وروسيا، على تصريحات ترامب وعلى مجريات المحادثات.
الكلمات المفتاحية المستخدمة: **أوكرانيا**, روسيا, السلام, دونالد ترامب, المفاوضات, النزاع الروسي الأوكراني.

