تتصاعد المخاوف بشأن حملة الصين المتزايدة لسرقة التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، وتبرز كقضية مركزية في النقاش الدائر حول ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة بيع طائرات مقاتلة إف-35 إلى المملكة العربية السعودية. وتأتي هذه المناقشات في ظل سعي واشنطن لتعزيز العلاقات مع الرياض، وربما تحقيق تقدم دبلوماسي مع إسرائيل. تعتبر صفقة الطائرات المقاتلة إف-35 محورًا للعديد من الاعتبارات الاستراتيجية والأمنية.

مخاوف سرقة التكنولوجيا المتعلقة بطائرات إف-35

وفقًا لخبراء وقادة عسكريين سابقين، فإن الولايات المتحدة رفضت بالفعل بيع طائرات إف-35 إلى كل من تركيا والإمارات العربية المتحدة بسبب مخاوف مماثلة تتعلق باستغلال التكنولوجيا الصينية. يرى الجنرال تشارلز والد، المتقاعد من القوات الجوية الأمريكية ونائب سابق لقائد القيادة الأوروبية، أن هذه المخاوف لا تزال قائمة. ويقول إن القلق الأكبر لا يكمن في أن السعودية قد تقدم التكنولوجيا للصين بشكل مباشر، بل في قدرة الصين على استغلال المعلومات الاستخباراتية للحصول على قدرات متقدمة.

يضيف الخبير في الشؤون الصينية، جوردون تشانغ، أن بكين أثبتت بالفعل قدرتها على اختراق البرامج الدفاعية الأمريكية، وبالتالي يجب افتراض أنها تستهدف طائرات إف-35 مرة أخرى. ويشير إلى أن الصين ربما تكون قد سرقت بالفعل خطط الطائرة بالكامل في السابق. لكنه في الوقت نفسه، يرى أن تعزيز العلاقات مع الرياض أمر ضروري، خاصة إذا ساهم ذلك في التوصل إلى اتفاقيات إبراهيم التاريخية، ويقترح بيع نسخ “مُجرَّدة” من طائرات إف-35 إلى السعودية.

جهود الاستخبارات الصينية

لطالما كانت أجهزة الاستخبارات الصينية متورطة في جهود لجمع التكنولوجيا العسكرية والفضائية الأمريكية، بما في ذلك التصاميم الشبحية وأنظمة الدفع المتقدمة والإلكترونيات الطيرانية. وقد ربطت السلطات الأمريكية في السابق جهات فاعلة إلكترونية صينية بسرقة معلومات تتعلق ببرامج الدفاع الأمريكية الرئيسية، بما في ذلك مكونات مشابهة لتلك الموجودة في الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس.

ومع ذلك، يرى بعض المسؤولين السابقين أن الحصول على طائرات إف-35 من قبل السعودية لن يقوض تفوق إسرائيل العسكري النوعي. يؤكد الجنرال والد أن الطيارين والمهندسين الإسرائيليين يتمتعون بمستوى عالٍ من التدريب والابتكار، وأنهم قاموا بدمج ترقيات خاصة بهم في الطائرات. ويذكر أن إسرائيل قامت بتعديل طائراتها من طراز إف-35، وطورت قدرات إضافية قبل الهجوم على إيران.

بالإضافة إلى ذلك، يشير الخبراء إلى أن تسليم الطائرات إلى السعودية قد يستغرق سنوات. ويقدر الجنرال والد أن هناك نافذة زمنية لا تقل عن خمس سنوات قبل أن تتلقى الرياض الطائرات، إذا تمت الموافقة على الصفقة.

الفوائد الاستراتيجية المحتملة

على الرغم من التهديد الصيني، يعتقد القادة العسكريون المتقاعدون أن إضافة المزيد من طائرات إف-35 إلى المنطقة يمكن أن تعزز الوعي الظرفي المشترك وتقوي الدفاعات الجماعية ضد إيران. يقول الأدميرال مارك فوكس المتقاعد إن بنية الطائرة التي تشارك البيانات تعني أن المزيد من الطائرات في أيدي الحلفاء يحسن الأداء العام. فطائرة إف-35 تتصل بجميع الطائرات الأخرى من نفس الطراز، مما يزيد من قدرة التحالف.

تعتبر المملكة العربية السعودية بالفعل أكبر مشترٍ للأسلحة الأمريكية، وتسعى إدارة ترامب إلى إضافة طائرات إف-35 إلى هذه الصفقات. تأتي هذه المناقشات في سياق الجهود الدبلوماسية الأوسع نطاقًا التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيز التحالفات الاستراتيجية.

تستخدم الولايات المتحدة بروتوكولات مراقبة مبيعات الأسلحة الأجنبية لتقليل المخاطر، لكن هذه الإجراءات ليست مضمونة تمامًا، وفقًا للجنرال روبرت آشلي، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية. ويوضح أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب كيفية استخدام الأنظمة المتقدمة، لكن هذه المراقبة ليست مطلقة.

في الوقت الحالي، تجري إدارة بايدن تقييمًا شاملاً لصفقة إف-35 المحتملة مع السعودية، مع الأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية والاعتبارات الدبلوماسية. من المتوقع أن يتم اتخاذ قرار بشأن هذه الصفقة في الأشهر المقبلة، مع مراقبة التطورات في العلاقات بين السعودية وإسرائيل عن كثب. وستكون ردود فعل الكونجرس الأمريكي، وخاصةً فيما يتعلق بالمخاوف المتعلقة بنقل التكنولوجيا، حاسمة في تحديد مسار هذه الصفقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version