شهدت حركة الطيران إلى فنزويلا اضطرابات كبيرة بعد إصدار تحذير من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) بشأن سلامة الطيران في المجال الجوي الفنزويلي. وقد أدت هذه الخطوة إلى قيام العديد من شركات الطيران الرئيسية، بما في ذلك شركة غول البرازيلية وأفيانكا الكولومبية وتاب البرتغالية، بوقف رحلاتها إلى كاراكاس، مما أثر على المسافرين في جميع أنحاء العالم. هذا التطور يأتي في سياق تصاعد الضغوط الأمريكية على نظام الرئيس نيكولاس مادورو، بما في ذلك تصنيف جماعة “كارتل دي لوس سوليس” كمنظمة إرهابية أجنبية.
تأثير تحذيرات الطيران على السفر إلى فنزويلا
بدأت شركات الطيران في تعديل أو إلغاء رحلاتها في أعقاب التحذير الأمريكي الصادر في 22 نوفمبر. وأشارت إدارة الطيران الفيدرالية إلى “وضع يحتمل أن يكون خطيرًا” في المنطقة، وحثت شركات الطيران على توخي الحذر. وقد أثر هذا القرار على الرحلات من وإلى المملكة المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلى الأمريكتين.
ردود فعل شركات الطيران
أعلنت شركة تاب البرتغالية تعليق رحلاتها بعد تلقي مشورة أمريكية تفيد بأن السلامة لا يمكن ضمانها. وبالمثل، أعلنت شركة إيبريا الإسبانية عن تعليق رحلاتها إلى كاراكاس “حتى إشعار آخر” اعتبارًا من يوم الاثنين، على الرغم من أن رحلتها المقررة إلى مدريد في يوم السبت سارت كما هو مخطط لها. بينما قامت شركات طيران أخرى، مثل كوبا إيرلاينز ووينغو، بمواصلة عملياتها، قامت شركة لاتام بتعليق رحلتها المتجهة إلى بوغوتا.
هذه التطورات تأتي بعد فترة من التدهور في الوضع الاقتصادي والسياسي في فنزويلا، مما أدى إلى نقص في الخدمات الأساسية والبنية التحتية، بما في ذلك خدمات الملاحة الجوية. ويعتقد أن هذا النقص يساهم في زيادة المخاطر على شركات الطيران التي تعمل في المجال الجوي الفنزويلي.
تصنيف “كارتل دي لوس سوليس” كمنظمة إرهابية
بالإضافة إلى تحذير الطيران، اتخذت إدارة ترامب موقفًا أكثر صرامة ضد نظام مادورو من خلال تصنيف جماعة “كارتل دي لوس سوليس” (Cartel of the Suns) كمنظمة إرهابية أجنبية. ويشير هذا التصنيف إلى شبكة من المسؤولين الحكوميين والعسكريين الفنزويليين المتورطين في تهريب المخدرات. وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، فإن “كارتل دي لوس سوليس” وغيرها من المجموعات المماثلة في فنزويلا مسؤولة عن أعمال عنف إرهابية في جميع أنحاء نصف الكرة الغربي، بالإضافة إلى تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
هذا الإجراء يأتي كجزء من حملة أوسع نطاقًا تستهدف مكافحة تهريب المخدرات وزعزعة استقرار نظام مادورو. وقد شهدت منطقة البحر الكاريبي زيادة في التواجد العسكري الأمريكي، مع نشر قاذفات وطائرات حربية ومشاة البحرية. بالإضافة إلى ذلك، نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية على سفن يشتبه في أنها متورطة في تهريب المخدرات.
ردود الفعل على هذا التصنيف لم تقتصر على الولايات المتحدة. فقد قامت الحكومات الأوروبية بتحديث إرشادات السفر الخاصة بها بسرعة، حيث حذرت ألمانيا من أن الوضع في فنزويلا لا يزال “متوترًا” وقد يتدهور بشكل أكبر. كما نصحت المملكة المتحدة المسافرين يوم الأحد بإمكانية إلغاء الرحلات في وقت قصير، وأوصت بالبقاء على اتصال مع شركات الطيران ووكالات السفر. هذه التطورات تعكس مخاوف متزايدة بشأن الاستقرار والأمن في فنزويلا.
تأثير هذه الإجراءات على الأوضاع الداخلية في فنزويلا لا يزال غير واضح. ومع ذلك، من المتوقع أن تزيد من الضغط الاقتصادي والسياسي على نظام مادورو، وقد تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار في المنطقة. الوضع الإنساني في فنزويلا يثير قلقًا بالغًا، ويتوقع أن تتفاقم الأزمة مع استمرار هذه القيود.
من المرجح أن تستمر الولايات المتحدة في ممارسة الضغوط على نظام مادورو، مع التركيز بشكل خاص على مكافحة تهريب المخدرات ومحاولة إجباره على التفاوض مع المعارضة. المراقبة المستقبلية ستركز على رد فعل الحكومة الفنزويلية على هذه الإجراءات، ومدى تأثيرها على حركة الطيران والوضع الاقتصادي بشكل عام. من المهم متابعة التطورات المتعلقة بـفنزويلا ومعرفة ما إذا كان سيتم رفع تحذيرات الطيران في المستقبل القريب. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة ردود فعل شركات الطيران وخططها المستقبلية للرحلات إلى كاراكاس.

