في مشهد يثير الجدل، رقص الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على أنغام ريمكس لأحد شعاراته الداعية إلى السلام خلال تجمع طلابي في كاراكاس. يأتي هذا التصرف في خضم تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، وبعد أدائه لأغنية “Imagine” لجون لينون بينما تتمركز سفن حربية أمريكية بالقرب من السواحل الفنزويلية. هذا الحدث يلقي الضوء على استراتيجية مادورو في مواجهة الضغوط الخارجية.
تصعيد التوترات بين فنزويلا والولايات المتحدة
أظهر مقطع فيديو من احتفال “يوم الطالب الوطني” مادورو وهو يتمايل على إيقاع الموسيقى، في حركة تشبه إلى حد كبير حركات الرقص المميزة للرئيس السابق دونالد ترامب، ولكن بأسلوب أكثر استرخاءً. الريمكس الإلكتروني تضمن عبارات مادورو الخاصة، والتي استُخلصت من خطاباته التي تروج للسلام وترفض الحرب. وذكرت وكالة رويترز أن الريمكس يحمل عنوان “السلام نعم، الحرب لا”.
خلال الأداء، قام مادورو بإيماءات مسدسات بالأصابع، وهي لفتة مرحة تم التقاطها بالكاميرا. يأتي هذا بعد أسبوع من قيام مادورو بغناء أغنية “Imagine” في تجمع حاشد، داعيًا إلى السلام بينما عززت إدارة ترامب وجودها العسكري بالقرب من فنزويلا بهدف مكافحة تهريب المخدرات.
أغنية “Imagine” كرسالة سلام
أشار مادورو إلى أغنية “Imagine” باعتبارها رسالة سلام، واصفًا جون لينون بأنه شاعر وموسيقي ترك “هدية للبشرية”. وحث الشباب على قراءة كلمات الأغنية، واصفًا إياها بأنها نشيد لكل جيل. وقال، وفقًا لترجمة، “يا لها من أغنية جميلة. الكلمات – أيها الشباب، ابحثوا عن الكلمات. إنها مصدر إلهام لكل زمان. إنها نشيد لكل العصور والأجيال التي تركها جون لينون كهدية للبشرية.”
الرد الأمريكي وتصنيف “كارتل دي لوس سوليس”
في المقابل، كثفت الولايات المتحدة من وجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي، ونشرت قاذفات وقوارب حربية ومشاة البحرية كجزء من حملة تستهدف عمليات تهريب المخدرات، بما في ذلك الضربات الجوية على السفن المشتبه بها. التهريب أصبح نقطة خلاف رئيسية بين البلدين.
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية رسميًا عن تصنيف “كارتل دي لوس سوليس” (Cartel de los Soles) كمنظمة إرهابية أجنبية. يشير هذا الكارتل إلى شبكة من المسؤولين الحكوميين والعسكريين في فنزويلا متورطين في تهريب المخدرات. وقال وزير الخارجية ماركو روبيو في بيان سابق إن الكارتل وغيره من الكارتلات في فنزويلا “مسؤولون عن العنف الإرهابي في جميع أنحاء نصف الكرة الغربي، وكذلك عن تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا”.
تأثير العقوبات والضغط الاقتصادي
تأتي هذه التطورات في سياق عقوبات اقتصادية أمريكية مشددة على فنزويلا، تهدف إلى إضعاف نظام مادورو. تسببت هذه العقوبات في أزمة اقتصادية حادة في فنزويلا، مما أدى إلى نقص في الغذاء والدواء وارتفاع معدلات التضخم. العقوبات أثرت بشكل كبير على حياة المواطنين الفنزويليين.
بالإضافة إلى ذلك، تزايدت الضغوط الدولية على فنزويلا فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. دعت العديد من المنظمات الدولية إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في فنزويلا، وإطلاق سراح السجناء السياسيين.
من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في ممارسة الضغط على فنزويلا من خلال العقوبات والتدابير الدبلوماسية. في الوقت نفسه، من المرجح أن يستمر مادورو في تحدي هذه الضغوط، معتمداً على دعم حلفائه الإقليميين. يبقى مستقبل العلاقات بين البلدين غير مؤكد، ويتوقف على التطورات السياسية والاقتصادية في كلا البلدين. يجب مراقبة ردود فعل الحكومة الفنزويلية على تصنيف الكارتل وتداعيات ذلك على المنطقة.
