يواجه الوضع في نيجيريا تدقيقًا دوليًا متجددًا بعد تصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، التي رفض فيها مزاعم الإبادة الجماعية للمسيحيين، مما أثار ردود فعل حادة من واشنطن. تأتي هذه التصريحات في ظل موجة طويلة الأمد من القتل والاختطاف وهجمات القرى في شمال ووسط نيجيريا، والتي تقول الجماعات المسيحية إنها بلغت مستويات حرجة.

وأكد يوسف في تصريحاته للصحفيين في الأمم المتحدة أن “ما يحدث في الجزء الشمالي من نيجيريا لا علاقة له بنوع الفظائع التي نراها في السودان أو في بعض أجزاء شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية”. وأضاف أن “الضحايا الأوائل لجماعة بوكو حرام هم مسلمون وليسوا مسيحيين”، مشيرًا إلى تعقيدات الوضع.

الاضطهاد المسيحي في نيجيريا: ردود الفعل الدولية

رد البيت الأبيض على تصريحات يوسف بلهجة مختلفة تمامًا. صرح مسؤول كبير لشبكة “فوكس نيوز ديجيتال” بأن “الرئيس ترامب قد صرح بأنه إذا استمرت الحكومة النيجيرية في السماح بقتل المسيحيين، فإن الولايات المتحدة ستوجه فورًا كل مساعداتها إلى نيجيريا وقد تتخذ إجراءات للقضاء على الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع المروعة”.

وفي السياق ذاته، أعرب السناتور تيد كروز، الجمهوري من تكساس، عن قلقه إزاء حملة العلاقات العامة التي تشنها حكومة أبوجا لمحاربة الاتهامات. وأضاف كروز أن “السياسات النيجيرية خلقت بيئة يتعرض فيها المسيحيون للاضطهاد والقتل، بما في ذلك تطبيق الشريعة والتسامح مع العنف الإسلامي”.

ردود الفعل في الكونغرس الأمريكي

وفي الكونغرس الأمريكي، يطالب بعض المشرعين باتخاذ إجراءات أقوى. صرح النائب رايلي مور، الجمهوري من فيرجينيا الغربية، بأن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ مجموعة من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات و”حتى العمل العسكري الحركي”، ردًا على ما وصفه بـ “الإبادة الجماعية” للمسيحيين في نيجيريا.

وفي تصريح صحفي، أوضح ستيفان ديجارك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن “الأمين العام يعتقد أن الحكومة النيجيرية كانت تكافح عصيانًا مسلحًا أدى إلى قتل الناس، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو غيرهم”. وأضاف ديجارك أنه ينبغي تقديم المساعدة اللازمة بالتعاون مع السلطات النيجيرية.

مستقبل الوضع في نيجيريا

وفي ضوء هذه التطورات، ينتظر أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات إضافية بشأن الوضع في نيجيريا. وتشير التقارير إلى أن الإدارة الأمريكية بصدد اتخاذ قرارات حاسمة في الأسابيع المقبلة، وقد تشمل فرض عقوبات أو حتى تحرك عسكري إذا لم تتخذ الحكومة النيجيرية إجراءات جدية لوقف العنف ضد المسيحيين.

ومع استمرار التوترات في المنطقة، يظل الوضع في نيجيريا محور اهتمام المجتمع الدولي، حيث يترقب الجميع الخطوات القادمة ومدى استجابة الحكومة النيجيرية لتحذيرات المجتمع الدولي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version