أعرب المفوض الأوروبي للثقافة والرياضة، غلين ميكالييف، عن معارضته الشديدة لمحاولات إحياء دوري السوبر الأوروبي، مؤكدًا أن هذه الفكرة لا تزال خاطئة. في مقابلة حصرية مع يورونيوز، شدد ميكالييف على أهمية المنافسة المفتوحة في الرياضة الأوروبية ودعم البطولات المحلية.

دوري السوبر الأوروبي، الذي تم الإعلان عنه لأول مرة في عام 2021، كان يهدف إلى إنشاء بطولة خاصة للأندية الكبرى في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا). ومع ذلك، واجه المشروع معارضة شديدة من الجماهير واللاعبين والأندية، بالإضافة إلى يويفا والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وبعض الحكومات الوطنية، بسبب مخاوف من الإقصاء وتقليل التنافسية.

المعارضة المستمرة لدوري السوبر الأوروبي

على الرغم من الأحكام القضائية الأخيرة التي منعت يويفا من إعاقة إنشاء دوري السوبر الأوروبي، ظل ميكالييف ثابتًا في معارضته. وأشار إلى أن التحديات التي تواجه كرة القدم الأوروبية، مثل ضغط المباريات والضغوط المالية، تتطلب حلولاً تشاركية بين جميع الأطراف المعنية.

أكد ميكالييف أن الحل يكمن في الجلوس معًا لإيجاد حلول شاملة، مشيرًا إلى أن مناقشات حول رفاهية اللاعبين يجب أن تشمل اتحاد اللاعبين. وأعرب عن قلقه إزاء تجاهل أصوات اللاعبين في المناقشات الأخيرة حول رفاهيتهم.

التحديات الصحية في أوروبا

تناول ميكالييف أيضًا التحديات الصحية التي تواجه الشباب في أوروبا، مشيرًا إلى أن واحدًا من كل خمسة شباب يعانون من القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات أخرى، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وألقى باللوم على جودة الحياة الرديئة وزيادة وقت الشاشة، داعيًا إلى تعزيز الوصول إلى الثقافة كعلاج محتمل.

كما سلط الضوء على مشكلة السمنة، التي وصفها بـ “الوباء”، مشيرًا إلى أن نصف المواطنين الأوروبيين لا يمارسون النشاط البدني حتى ساعة واحدة في الأسبوع. ورأى أن الرياضة يمكن أن تكون “دواءً مجانيًا” للمساعدة في معالجة هذه القضايا الصحية.

الإطار الاستراتيجي للثقافة في الاتحاد الأوروبي

في سياق متصل، تحدث ميكالييف عن “بوصلة الثقافة لأوروبا”، وهو إطار استراتيجي جديد يهدف إلى تعزيز نهج متكامل للثقافة في الاتحاد الأوروبي. وأوضح أن هذا الإطار، الذي تم اعتماده من قبل المفوضية الأوروبية، سيوفر رؤية طويلة المدى لما يريدون تحقيقه في قطاع الثقافة.

من بين الالتزامات التي يتضمنها “بوصلة الثقافة”، نشر تقرير دوري حول حالة الثقافة في الاتحاد الأوروبي لدعم الحرية الفنية، وتحسين ظروف العمل لما يقرب من 8 ملايين شخص يعملون في قطاع الثقافة والإبداع في أوروبا.

من المتوقع أن يتم الموافقة على “بوصلة الثقافة” من قبل المؤسسات الثلاث للاتحاد الأوروبي بحلول عام 2026. وفي ضوء ذلك، ينتظر أن تتخذ الخطوات اللاحقة في إطار تنفيذ هذا الإطار الاستراتيجي، مع مراقبة التطورات المتعلقة بدوري السوبر الأوروبي والاستجابة للتحديات الصحية والثقافية في أوروبا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version