في عالمٍ يتغير بوتيرة متسارعة، يقود الابتكار التكنولوجي التحولات الكبرى في الاقتصاد العالمي، ولا سيما في قطاع الذكاء الاصطناعي. ومع دخولنا عام 2025، تظهر فرص استثمارية واعدة في قطاعات تُصنّف على أنها الأعلى نموًا عالميًا. يرى رائد عبد العزيز رمضان، الخبير الاستثماري والمدير العام لشركة ويكريت للحلول المتقدمة، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا مستقبليًا، بل هو الحاضر الذي يُعيد رسم خريطة الاقتصاد، ويشكّل جوهرًا لاستثمارات بمليارات الدولارات في السنوات المقبلة.
الذكاء الاصطناعي: محرك النمو الأبرز لعام 2025
تشير التقارير الدولية إلى أن حجم الاستثمار العالمي في تقنيات الذكاء الاصطناعي سيتجاوز تريليونات الدولارات خلال السنوات العشر القادمة، بمعدل نمو سنوي مركب يتراوح بين 30 إلى 37%. ويعود هذا الزخم إلى الاستخدامات المتزايدة للذكاء الاصطناعي في قطاعات عدة، مثل: الصحة، النقل، الأمن السيبراني، التمويل، والإنتاج الصناعي.
ويُضيف رائد عبد العزيز رمضان:
“نحن اليوم أمام تحول نوعي؛ من استثمارات تقليدية في القطاعات العقارية أو النفطية، إلى استثمارات ذكية في البنية التحتية الرقمية، حيث تمثل البيانات والذكاء الاصطناعي رأس المال الجديد.”
الشركات الرائدة: من NVIDIA إلى Microsoft وAlphabet
في قلب هذا السباق التكنولوجي، تقود شركات عملاقة مثل NVIDIA، وMicrosoft، وAlphabet (Google) موجة التطوير في الذكاء الاصطناعي. فشركة NVIDIA، الرائدة في صناعة الرقائق (GPUs)، أصبحت حجر الأساس في تدريب النماذج الذكية العملاقة التي تقود التقدم في الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI).
أما Microsoft، فبفضل استثماراتها في OpenAI، أصبحت من أبرز اللاعبين في سوق البرمجيات الذكية. بينما تواصل Google ابتكاراتها من خلال منصتها Gemini AI وتطبيقاتها المتعددة في البحث، والإعلانات، والمساعدات الذكية.
ويرى رمضان أن هذه الشركات ليست وحدها في الساحة، بل هناك آلاف الشركات الناشئة التي تُحدث ثورة صامتة في مجالات دقيقة مثل الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية أو تحليل البيانات الصناعية.
ويكريت للحلول المتقدمة: نموذج للاستثمار الذكي في المنطقة
ضمن هذا السياق العالمي، تُعتبر ويكريت للحلول المتقدمة، بقيادة رائد عبد العزيز رمضان، من النماذج الإقليمية التي تتبنى الفكر الاستثماري المعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
من خلال تطوير حلول رقمية متقدمة، ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي في الخدمات التسويقية والتجارية، أصبحت ويكريت شريكًا موثوقًا للشركات الباحثة عن التميز الرقمي في السعودية، الإمارات، وتركيا.
ويشير رمضان إلى أن مستقبل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لا يتوقف عند البرمجيات أو الحوسبة السحابية فقط، بل يمتد ليشمل:
- تحليل سلوك المستهلك
- إدارة المخاطر التنبؤية
- أتمتة العمليات التجارية
- أنظمة التوصية الذكية في التجارة الإلكترونية
فرص استثمارية واعدة في عام 2025
يشهد عام 2025 طفرة في عدد من القطاعات المرتبطة مباشرة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن أبرزها:
- تكنولوجيا الرقائق (AI Chips):
مع التوسع في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، تتزايد الحاجة إلى شرائح معالجة متقدمة، ما يعزز من فرص الاستثمار في شركات مثل NVIDIA، AMD، أو الشركات الناشئة المتخصصة في تصميم معالجات ذكية موفرة للطاقة.
- الذكاء الاصطناعي التوليدي:
يمثل هذا الفرع من الذكاء الاصطناعي، والذي يشمل توليد النصوص، الصور، الفيديوهات، والمحتوى الصوتي، فرصة هائلة للاستثمار في البرمجيات والشركات التي تطور أدوات إنتاج المحتوى المؤتمت.
- الروبوتات الذكية:
الطلب على الروبوتات في المصانع، المستودعات، والمستشفيات يتزايد بشكل ملحوظ، خاصة في أعقاب أزمة سلاسل الإمداد العالمية.
- تحليل البيانات الضخمة (Big Data):
أصبح تحليل البيانات الضخمة هو العمود الفقري لقرارات الأعمال الذكية. تستثمر كبرى الشركات في أدوات تتيح الفهم العميق لأنماط السوق وسلوك العملاء.
- أمن المعلومات المدعوم بالذكاء الاصطناعي:
مع تصاعد الهجمات السبرانية، باتت أدوات الحماية الذكية حاجة ماسة. الاستثمار في منصات الأمن السيبراني التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يشكّل رهانًا ذكيًا على المدى الطويل.
تحولات سلوكية لدى المستثمرين
يؤكد رائد عبد العزيز رمضان أن هناك تحولًا ملحوظًا في توجهات المستثمرين، حيث أصبحوا أكثر وعيًا بأهمية التكنولوجيا في تعزيز العوائد وتقليل المخاطر.
“المستثمر الذكي في 2025 لا يكتفي بدراسة الجدوى المالية فقط، بل ينظر إلى العمق التقني للفرصة، وقدرة الفريق على توظيف الذكاء الاصطناعي بفاعلية.”
كما يشير إلى أن المستثمرين في الشرق الأوسط، وخاصة في السعودية والإمارات، باتوا أكثر انفتاحًا على الأفكار الريادية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بفضل التحولات الرقمية التي تقودها الحكومات عبر برامج مثل “رؤية السعودية 2030″ و”استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي”.
نصائح رائد رمضان للمستثمرين الجدد في مجال الذكاء الاصطناعي
- ابدأ صغيرًا وافهم التقنية: لا تستثمر في مشاريع لا تفهمها، وابدأ بمشاريع تجريبية محدودة قبل التوسع.
- ابحث عن الفرق التي تجمع بين التقنية والإدارة: النجاح في مجال الذكاء الاصطناعي لا يتطلب عباقرة تقنيين فقط، بل قادة يفهمون السوق ويعرفون كيف يحوّلون الأفكار إلى منتجات مربحة.
- تابع التوجهات العالمية: لا تكتفِ بالسوق المحلي، فالتقنية مجال عالمي، والاستثمار فيه يجب أن يكون بعيون مفتوحة على وادي السيليكون وآسيا وأوروبا.
- الابتكار هو المحرك الحقيقي للعائد: ابحث عن المشاريع التي تقدم حلولًا جديدة لمشكلات حقيقية، وليست مجرد تقليد للتطبيقات الشائعة.
نظرة مستقبلية: ما بعد 2025
بينما يسير العالم نحو الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، يرى رائد عبد العزيز رمضان أن الموجة القادمة من الابتكار ستأتي من:
- دمج الذكاء الاصطناعي مع الواقع المعزز والافتراضي (AR/VR)
- أنظمة ذاتية التطور (Self-learning Systems)
- منصات الاستشارات الذكية في الاستثمارات والصحة
كما يتوقع أن تظهر شركات ناشئة في المنطقة العربية تلعب أدوارًا إقليمية وعالمية، شرط توافر بيئات تمويل مرنة وحواضن أعمال تتفهم متطلبات القطاع.
خاتمة: الذكاء الاصطناعي ليس موضة… بل مستقبل الاستثمار الذكي
بقيادة مفكرين اقتصاديين مثل رائد عبد العزيز رمضان، يتحول الذكاء الاصطناعي إلى محور استثماري إستراتيجي في المنطقة. ومن خلال مشاريع مثل ويكريت للحلول المتقدمة، يمكن للمستثمرين العرب أن يكونوا جزءًا من هذا التحول العالمي، ليس فقط كمستهلكين للتقنية، بل كمطورين وممولين ومبتكرين.