أعلنت شركة آرتشر للطيران، الأربعاء، عن اتفاقية تعاون مع شركة الطائرات المروحية (THC) وشركة البحر الأحمر الدولية، المملوكتين لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، بهدف تطوير واختبار وتشغيل محتمل لـالتاكسي الطائر الكهربائي في المملكة العربية السعودية. يمثل هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو إدخال تقنيات النقل الجوي المبتكرة إلى المنطقة، مع التركيز على الاستدامة والكفاءة في قطاع النقل.
يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه شركات تصنيع مركبات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية (eVTOL)، والمعروفة أيضًا باسم التاكسي الطائر، اهتمامًا متزايدًا بالتوسع خارج أسواقها التقليدية. وتعتبر منطقة الشرق الأوسط، وخاصة المملكة العربية السعودية، وجهة جذابة نظرًا لنموها السياحي السريع، والبيئة التنظيمية الداعمة، والاستعداد للاستثمار في التقنيات الحديثة.
تطوير التاكسي الطائر في المملكة العربية السعودية
تهدف الشراكة إلى إنشاء منطقة مخصصة وآمنة لاختبار طائرة “ميدنايت” من آرتشر للطيران في ظروف تشغيلية واقعية. ستتيح هذه الاختبارات تقييم أداء الطائرة، وفعاليتها من حيث التكلفة، والامتثال للوائح الطيران المحلية، بالإضافة إلى دراسة مدى تقبل الركاب لهذه الوسيلة الجديدة من وسائل النقل.
دور شركة البحر الأحمر الدولية
ستلعب شركة البحر الأحمر الدولية، وهي شركة تطوير عقاري فاخر مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، دورًا رئيسيًا في قيادة الاختبارات التجريبية. وستقوم الشركة بتقييم مدى ملاءمة طائرة “آرتشر” لدمجها في شبكة النقل المستقبلية التي تخطط لها في مشاريعها السياحية الضخمة. يهدف هذا التكامل إلى توفير خيارات نقل مبتكرة ومستدامة للزوار.
بالإضافة إلى ذلك، ستدرس الاختبارات الأثر البيئي المحتمل لعمليات التاكسي الطائر، بما في ذلك مستويات الضوضاء وانبعاثات الكربون. تعتبر الاستدامة عنصرًا أساسيًا في رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وتسعى شركة البحر الأحمر الدولية إلى تطبيق أفضل الممارسات البيئية في جميع مشاريعها.
الشراكات الدولية لشركة آرتشر للطيران
لا يقتصر تعاون آرتشر للطيران على المملكة العربية السعودية فحسب، بل تشمل أيضًا شراكات استراتيجية في مناطق أخرى حول العالم. فقد أبرمت الشركة اتفاقيات مماثلة في كوريا الجنوبية واليابان لدمج طائرة “ميدنايت” في برامج النقل الجوي الحضري. تعكس هذه الشراكات التزام آرتشر بتوسيع نطاق عملياتها عالميًا وتلبية الطلب المتزايد على حلول النقل الجوي المبتكرة.
وتشير التقارير إلى أن سوق التاكسي الطائر العالمي يشهد نموًا سريعًا، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي، وزيادة الازدحام المروري في المدن الكبرى، والاهتمام المتزايد بالحلول المستدامة. وتتوقع العديد من الدراسات أن يشهد هذا السوق تطورات كبيرة في السنوات القادمة.
من الجدير بالذكر أن تطوير وتشغيل التاكسي الطائر يواجه بعض التحديات، بما في ذلك الحصول على الموافقات التنظيمية، وتطوير البنية التحتية اللازمة (مثل محطات الإقلاع والهبوط)، وضمان سلامة الركاب. ومع ذلك، فإن التقدم التكنولوجي المستمر والتعاون بين الشركات والحكومات يساعد على التغلب على هذه التحديات.
مستقبل النقل الجوي في السعودية
تعتبر هذه الشراكة خطوة أولى نحو إمكانية إدخال خدمات التاكسي الطائر تجاريًا في المملكة العربية السعودية. من المتوقع أن تبدأ الاختبارات الفعلية في الأشهر القليلة القادمة، وستستمر لعدة أشهر لجمع البيانات وتحليل النتائج. ستعتمد الخطوات التالية على نتائج هذه الاختبارات، بما في ذلك تحديد المواقع المناسبة لتشغيل الخدمة، وتطوير اللوائح التنظيمية اللازمة، وتدريب الطيارين والفنيين.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تشهد المملكة العربية السعودية استثمارات إضافية في مجال النقل الجوي المبتكر، بما في ذلك تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم عمليات التاكسي الطائر. وتشير التوقعات إلى أن هذه التقنية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تحسين التنقل داخل المدن، وتقليل الازدحام المروري، وتعزيز السياحة.
يبقى من المبكر تحديد الجدول الزمني الدقيق لإطلاق خدمات التاكسي الطائر التجارية في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، فإن هذه الشراكة تمثل علامة فارقة في مسيرة تطوير هذا القطاع الواعد، وتشير إلى التزام المملكة بتبني أحدث التقنيات في مجال النقل. سيراقب المراقبون عن كثب نتائج الاختبارات التجريبية والتطورات التنظيمية لتحديد المسار المستقبلي لـالنقل الجوي في المملكة.










