أعلنت شركتا والت ديزني و OpenAI عن شراكة تاريخية تهدف إلى دمج شخصيات ديزني الشهيرة في منصة الفيديو الاجتماعي Sora المدعومة بالذكاء الاصطناعي. يمثل هذا التعاون خطوة كبيرة نحو تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي في صناعة الترفيه، ويفتح آفاقًا جديدة لإنشاء محتوى إبداعي باستخدام العلامات التجارية المحبوبة.
جاء الإعلان، يوم الخميس، بعد مفاوضات مكثفة، ويشمل استثمارًا بقيمة مليار دولار من ديزني في OpenAI، مع إمكانية إجراء استثمارات إضافية في المستقبل. تأتي هذه الشراكة في وقت تشهد فيه هوليوود تحولًا متزايدًا نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على إمكانات هذه التقنيات في تعزيز الإنتاجية والإبداع.
شراكة ديزني و OpenAI: ثورة في صناعة المحتوى؟
تتيح هذه الاتفاقية للمستخدمين الوصول إلى أكثر من 200 شخصية من عوالم ديزني، مارفل، بيكسار، وستار وورز، لإنشاء مقاطع فيديو قصيرة وصور ثابتة مخصصة للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن للمستخدمين الاستفادة من أدوات وعناصر مرئية مميزة، مثل السيوف الضوئية، لإنتاج محتوى فريد وجذاب.
ومع ذلك، يفرض الاتفاق قيودًا واضحة على الاستخدام، حيث لا يسمح باستخدام أصوات الشخصيات أو إنتاج فيديوهات طويلة تعتمد على الملكية الفكرية الخاصة بديزني. تهدف هذه القيود إلى حماية حقوق الملكية الفكرية للشركة وضمان عدم إساءة استخدام شخصياتها.
الرقابة والتحكم في المحتوى
تولي ديزني أهمية قصوى للرقابة والتحكم في كيفية استخدام شخصياتها وعلاماتها التجارية. أنشأت الشركتان لجنة توجيه مشتركة لمراقبة المحتوى الذي ينشئه المستخدمون والتأكد من توافقه مع معايير ديزني. تتضمن هذه المعايير قائمة بالاستخدامات غير المسموح بها التي قد تضر بسمعة العلامة التجارية أو تتعارض مع قيم الشركة.
يعكس هذا النهج قلق ديزني بشأن الاستغلال غير المصرح به لشخصياتها، خاصةً من قبل الأطفال، على منصات الذكاء الاصطناعي. وقد أعربت الشركة سابقًا عن اعتراضها على استخدام بعض المنصات لأسماء وصور شخصياتها بطرق مسيئة.
تأثيرات محتملة على صناعة الترفيه
تأتي هذه الشراكة في أعقاب انتقادات وجهتها وكالة كرييتف آرتستس لشركة OpenAI، معبرة عن مخاوفها بشأن تأثير تقنية Sora على وظائف الفنانين وحقوقهم. يثير هذا الجدل تساؤلات حول كيفية تعويض المبدعين عن عملهم في عصر الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى ذلك، تخطط ديزني لاستخدام أدوات OpenAI داخليًا لدعم إنتاج الأفلام، بهدف زيادة الكفاءة وتبسيط العمليات. قد يشمل ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في مهام مثل تصميم المؤثرات البصرية وإنشاء النماذج الأولية للمشاهد.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في هوليوود
يمثل هذا التعاون بين ديزني و OpenAI علامة فارقة في تبني هوليوود لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. من المتوقع أن تلهم هذه الشراكة شركات أخرى في صناعة الترفيه لاستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى جديد وجذاب.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الصناعة، بما في ذلك قضايا حقوق الملكية الفكرية وحماية المبدعين. من الضروري وضع إطار تنظيمي واضح يضمن الاستخدام المسؤول والأخلاقي للذكاء الاصطناعي في صناعة الترفيه.
في الأشهر القادمة، من المتوقع أن تركز ديزني و OpenAI على تطوير وتنفيذ السياسات والإجراءات اللازمة لضمان سلامة المحتوى وحماية حقوق الملكية الفكرية. سيراقب المراقبون عن كثب كيفية تأثير هذه الشراكة على صناعة الترفيه وكيف ستتعامل الشركات الأخرى مع التحديات والفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي.










