شهدت فعاليات الدورة الحادية والأربعين من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط ندوة خاصة لتكريم الفنانة الراحلة فيروز “الطفلة المعجزة”، بحضور عدد من النجوم منهم الفنانة شيرين، والفنانة رانيا فريد شوقي، والمخرج عمر عبد العزيز، والفنانة منال سلامة، وأدارت الندوة الإعلامية غادة شاهين، مدير المهرجان.
وخلال الندوة، تحدثت إيمان بدر الدين جمجوم، ابنة الفنانة الراحلة فيروز، مستعيدة تفاصيل من مشوار والدتها الفني وبدايتها المبهرة في عالم السينما، إذ قالت إن موهبتها ظهرت منذ طفولتها، فقد كانت تحمل ملامح الفنان منذ نعومة أظافرها، كما ورثت الصوت الجميل من عائلتها ذات الجينات الفنية.
وأشارت إلى أن بداية فيروز جاءت عندما شاركت في إحدى الحفلات التي أقيمت بحضور الملك فاروق، بدعوة من الفنان إلياس مؤدب، صديق جدها، وفازت فيها بجائزة مالية كبيرة، وكان من بين الحضور الفنان أنور وجدي الذي أُعجب بموهبتها وقرر تبنيها فنيًا، لتبدأ معه أولى خطواتها نحو الشهرة.
وأضافت جمجوم أن أنور وجدي أبرم مع والدتها عقد احتكار، وقدمها إلى كبار الأساتذة لتتعلم أصول الفن، مشيرة إلى أن الموسيقار محمد عبد الوهاب كان شريكًا في إنتاج أول أفلامها، لكنه تردد في خوض التجربة قائلًا: “لن أغامر بطفلة صغيرة في فيلم”، قبل أن يندهش لاحقًا من النجاح الكبير الذي حققته فيروز.
وبعد هذا النجاح، اقترح عبد الوهاب المشاركة في الفيلم التالي، لكن أنور وجدي رفض
وأوضحت أن والدتها كانت تعتبر فيلم “دهب” أحب أعمالها، إذ نضجت خلاله موهبتها الفنية، وتعلقت بأغانيه كثيرًا.
كما روت واقعة طريفة مع الفنانة كاميليا التي كانت تحضر أحد أيام التصوير، وأهدت فيروز عروسة كبيرة بعدما أدت مشاهدها بإتقان، بناءً على تشجيع أنور وجدي الذي كان دائم المكافأة لها.
وأكدت إيمان أن والدتها كانت دائمًا تقول: “أنا عشت حلو”، وأن قرار اعتزالها جاء بعد تفكير طويل وبهدوء، موضحة أن فيروز بعد أنور وجدي كانت مختلفة تمامًا، إذ شكّل الاثنان معًا ثنائيًا لا يتكرر في تاريخ السينما المصرية. وقدمت فيروز خلال مشوارها أحد عشر فيلمًا، من بينها أفلام لم تُعرف على نطاق واسع مثل “صورة الزفاف” مع زهرة العلا، و”بفكر في اللي ناسيني”، و”إسماعيل يس للبيع”
وكانت تعتبر الفنان إسماعيل يس ثاني أهم شخصية فنية في حياتها، إذ شاركته في أعمال سينمائية ومسرحية عديدة، وكانت تقول دائمًا: “أنا بحب إسماعيل يس جدًا”.
وفي ختام حديثها، وصفت إيمان والدتها بأنها كانت صارمة بحب، تجمع بين الحنان والانضباط، وتهتم بأن تكون أجواء البيت عائلية خالصة بعيدة عن أضواء الشهرة، مؤكدة أن فيروز لم تكن تحب أن يُشار إليها بوصفها “نجمة”، بل كانت تشجع ابنتها على الاعتماد على نفسها وتحقيق ذاتها، وكانت تقول لها دائمًا: “شقي طريقك بنفسك”