أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بدء بناء قاعة رقص جديدة في البيت الأبيض جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، بعد تداول صور تظهر أعمال هدم في الواجهة الشرقية للمبنى الرئاسي، في مشروع تبلغ كلفته 200 مليون دولار بتمويل خاص بالكامل من رجال أعمال وشركات أمريكية.
وقال ترامب، عبر منصته “تروث سوشيال”، إن المشروع “يمثل تحقيقًا لحلم جميع رؤساء الولايات المتحدة منذ أكثر من 150 عامًا”، مؤكدًا أنه فخور بأن يكون أول رئيس يحقق هذا الإنجاز، مشددًا على أن المشروع لن يكلف دافعي الضرائب أي أموال.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن القاعة الجديدة ستكون منفصلة عن مبنى البيت الأبيض الرئيسي، وتهدف إلى توفير مساحة أوسع وأكثر فخامة للمناسبات الرسمية.
وأضاف أن القاعة الشرقية الحالية “لا تتسع لأكثر من 88 شخصًا فقط”، وهو ما اعتبره غير كافٍ للفعاليات الكبرى التي يستضيفها البيت الأبيض.
وانتشرت صور أعمال الهدم في الجناح الشرقي على نطاق واسع، ما أثار انتقادات من معارضي ترامب، الذين وصفوا المشروع بأنه “استعراض شخصي على حساب الرمزية التاريخية للمبنى”. لكن البيت الأبيض سارع بالرد.
وأكد أن “اليسار المتطرف وحلفاءه في الإعلام الزائف يبدون استياءً مصطنعًا”، وأن المشروع “امتداد طبيعي لتاريخ طويل من التحديثات التي أجراها الرؤساء الأمريكيون”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن “كل رئيس تقريبًا أجرى تعديلات خاصة في هذا البيت الجميل”، مشيرة إلى أن حتى الرئيس الأسبق باراك أوباما اشتكى من اضطراره إلى إقامة مأدبة رسمية في خيمة خارجية بسبب ضيق القاعة الشرقية.
ونشرت الإدارة قائمة بالمشاريع التاريخية التي طالت البيت الأبيض، من إنشاء الجناح الغربي في عهد ثيودور روزفلت عام 1902 إلى حديقة المطبخ التي أضافها أوباما عام 2009.
وخلال احتفال بمهرجان “ديوالي” مساء أمس، الثلاثاء، عاد ترامب للحديث عن المشروع، مازحًا بالقول إن “صوت آلات البناء خلفي موسيقى لأذني، فهو يذكرني بالمال، لكنه هذه المرة يعني غيابه، لأنني أنا من يدفع التكاليف”.
وأوضح أنه لا يتقاضى راتبًا من الحكومة الفيدرالية، وأنه سيُعيد أي أموال قد يتلقاها إلى الأعمال الخيرية أو لصالح صيانة البيت الأبيض نفسه.
ويعد مشروع القاعة الجديدة أحدث خطوات التطوير التي أطلقها ترامب في مقر الرئاسة، بعد تجديد حديقة الزهور وقاعة النخيل، في إطار ما وصفه بـ”رؤية لتحديث رمز الأمة مع الحفاظ على تاريخه العريق”.