تكتسب العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر أهمية متزايدة، خاصة في ظل التطورات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. كما تمثل القمة الأوروبية المصرية، بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين، وتعد خطوة مهمة نحو بناء تعاون طويل الأمد يعزز الاستقرار والسلام في المنطقة.
وأشار موقع “ديكود 39” الإيطالي – في تقرير اليوم إلى أن إطلاق الاتحاد الأوروبي ومصر شراكة استراتيجية جديدة تسعى إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي والتعاون في مجالات حيوية مثل الهجرة والطاقة والتنمية المستدامة خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمشاركة في القمة الأوروبية-المصرية الأولى؛ يشكل نقطة تحول رئيسية في العلاقة بين بروكسل والقاهرة.
وتعتبر هذه القمة بمثابة نقطة انطلاق لعلاقة جديدة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، حيث تم الاتفاق على شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد، فضلاً عن معالجة الأزمات الإنسانية والإقليمية مثل النزاع في غزة والهجرة.
ويرى الاتحاد الأوروبي في مصر شريكًا محوريًا لضمان الاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها القوى الكبرى مثل الصين وروسيا في المنطقة. فلقد وصف مصدر في الاتحاد الأوروبي زيارة السيسي بأنها «الإطلاق الرسمي لشراكة منظمة، قوية ماليًا وذات أهمية سياسية، مؤكدا مصر كشريك الأكثر استقرارًا على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط».
وتُعتبر الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر أكبر اتفاقية مالية في تاريخ علاقات الاتحاد مع دولة ثالثة، حيث تم توقيع اتفاق بقيمة 7.4 مليار يورو في 2024؛ يتضمن مساعدات اقتصادية وإنمائية في مجالات متعددة. كما تواصل الدول الأوروبية تعزيز دعمها لمصر من خلال مساعدات إضافية في مجال الهجرة والبنية التحتية والتنمية المستدامة.
وتعد زيارة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني إلى مصر – في الأول من نوفمبر؛ لتدشين المتحف المصري الكبير – بمثابة مؤشر آخر على تعزيز التعاون بين مصر وأوروبا.
وستكون ميلوني أول زعيم أوروبي يزور القاهرة بعد القمة الأوروبية-المصرية؛ مما يعكس أهمية مصر في الاستراتيجية الأوروبية في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن “شراكتنا مع مصر أقوى من أي وقت مضى”. من جانبه، أضاف أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، أن هذه الشراكة تمثل “فرصة لتعزيز الاستقرار والسلام والازدهار المشترك”، مشيرًا إلى أهمية التعاون مع مصر في حل الأزمات الإقليمية.
يأتي هذا التعاون في وقت حساس، حيث تلعب مصر دورًا محوريًا في دعم جهود السلام في المنطقة، مثل وساطتها في أزمة غزة، كما تساهم في التعامل مع القضايا المتعلقة بالهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط. في هذا الإطار، يرى الاتحاد الأوروبي في مصر شريكًا أساسيًا لتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.
وتتطلع الدول الأوروبية، خاصة إيطاليا، إلى تحويل هذا التعاون إلى منصة استراتيجية في البحر الأبيض المتوسط، حيث يتم تعزيز الشراكة الاقتصادية، وتطوير مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة والرقمنة والبنية التحتية البحرية. هذه الشراكة من شأنها أن تساهم في خلق تحالفات جديدة تؤثر في هيكل العلاقات الأوروبية-المتوسطية في المستقبل.









