لقي خمسة متسلقين ألمان مصرعهم إثر انهيار جليدي مروع في جبال الألب الإيطالية، في واحدة من أكثر الحوادث المأساوية التي تشهدها المنطقة خلال الموسم الحالي، بحسب ما أعلنت عنه السلطات الإيطالية اليوم الأحد.
وأفادت خدمات الإنقاذ في جنوب تيرول شمال إيطاليا بأنها عثرت على جثتي أب ألماني وابنته البالغة من العمر 17 عامًا بعد ساعات من عمليات بحث مكثفة، وذلك عقب يوم من فقدانهما في الانهيار الجليدي الذي ضرب جبل “سيما فيرتانا” على ارتفاع يزيد عن 2600 متر، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا).
وبذلك يرتفع عدد الضحايا إلى خمسة بعد انتشال جثامين ثلاثة متسلقين ألمان آخرين، بينما نجا اثنان من رفاقهم بأعجوبة، بحسب بيان فرق الطوارئ.
وقالت السلطات إن فرق الإنقاذ استخدمت طائرات مروحية وكلابًا مدربة لتحديد مواقع المفقودين في المنطقة الجبلية الوعرة التي غمرها الجليد الكثيف.
وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن الانهيار الجليدي فاجأ مجموعتين من المتسلقين الألمان كانوا في طريقهم إلى قمة الجبل، حيث غمرت الثلوج مجموعة أولى من ثلاثة أشخاص بالكامل، في حين تمكن اثنان من المجموعة الثانية من النجاة قبل أن يُعثر لاحقًا على الجثتين المفقودتين.
وذكرت فرق الإنقاذ أن الظروف الجوية السيئة والتغير المفاجئ في درجات الحرارة ساهما في وقوع الانهيار الجليدي، مشيرة إلى أن المنطقة كانت قد شهدت خلال الأيام الماضية تساقطًا كثيفًا للثلوج أعقبه ارتفاع حاد في درجات الحرارة، وهو ما زاد من هشاشة الطبقات الجليدية على المنحدرات.
من جانبها، أعربت السلطات المحلية في جنوب تيرول عن تعازيها لأسر الضحايا، مؤكدة أنها ستعيد تقييم تدابير السلامة في مسارات التسلق الأكثر خطورة بالمنطقة. ودعت هيئة الإنقاذ الجبلي المتسلقين إلى توخي الحذر الشديد والالتزام بتحذيرات الطقس قبل الشروع في أي رحلات جبلية خلال هذا الموسم الذي يشهد تغيرات مناخية غير متوقعة.
ويُذكر أن جبال الألب الإيطالية تعد من أبرز المقاصد السياحية لعشاق التسلق في أوروبا، لكنها شهدت في السنوات الأخيرة تزايدًا في حوادث الانهيارات الجليدية نتيجة التغير المناخي وذوبان الثلوج في المناطق المرتفعة.










