نما راكشيا بام في كايلالي، وهي منطقة منخفضة في أقصى غرب نيبال، حيث تمتد السهول شبه الاستوائية نحو الحدود الهندية. وتشتهر المنطقة بغابات سال الكثيفة وحقولها الخصبة، لكنها بعد سنوات من الإهمال أصبحت واحدة من أفقر المناطق في البلاد.
تعد نيبال واحدة من أحدث الدول في جنوب آسيا، حيث يبلغ متوسط العمر 25.3 عامًا (متوسط العمر في الولايات المتحدة هو 39.1 عامًا). وقد أدت معدلات الخصوبة المرتفعة في العقود السابقة إلى خلق “تضخم في أعداد الشباب” ـ وهو الأكبر في تاريخ المنطقة. لكن العديد من الشباب مثل بام لا يرون أي مستقبل في وطنهم. فقد قامت البلاد فعلياً بالاستعانة بمصادر خارجية لسوق العمل لديها في ماليزيا، وكوريا الجنوبية، ودول الخليج، فصدرت شبابها بدلاً من خلق الفرص في الداخل. إن الحد الأدنى للأجور لا يكفي للحفاظ على الحياة داخل حدود نيبال، مما يترك الشباب النيباليين أمام خيار صعب: إما المغادرة للدراسة في الخارج، أو المغادرة للعمل في الخارج.
أولئك الذين يبقون يضطرون إلى التعامل مع نظام سياسي لا يناسبهم. وحتى مع الضرائب الباهظة، فإن الخدمات الأساسية في حالة من الفوضى. في الخمسينيات من القرن الماضي، جلبت أول حركة ديمقراطية انتخابات حرة، قبل أن يستعيد النظام الملكي سيطرته. وفي تسعينيات القرن العشرين، نهض المواطنون مرة أخرى واستعادوا الديمقراطية، ولكن سوء الإدارة، والحرب الأهلية، والانقلاب الملكي في عام 2005، عندما أقال الملك جيانيندرا البرلمان، واعتقل الزعماء السياسيين، وفرض التعتيم الإعلامي، قضت على هذا الأمل. وحتى بعد سقوط النظام الملكي وانتهاء الحرب، استمرت المشاكل البنيوية التي كانت وراء الاضطرابات في نيبال. أما الماويون، الذين شنوا “حرب الشعب” التي استمرت عقداً من الزمان في عام 1996 للمطالبة بإنشاء جمهورية قادرة على معالجة التفاوت العميق بين الناس، وخاصة في المناطق الريفية في نيبال، فقد تم إدراجهم في التيار السياسي السائد. وساعدت حركتهم، التي كانت ذات يوم متجذرة في إحباطات المجموعات المهمشة مثل الداليت، ومجتمعات السكان الأصليين، والمزارعين الفقراء الذين أبعدوا عن النخبة في كاتماندو، في تأسيس نيبال كجمهورية ديمقراطية اتحادية. لكن بمرور الوقت، أصبح الماويون جزءًا من نفس المؤسسة التي ناضلوا من أجل تفكيكها ذات يوم. واستمرت السلطة في التداول بين مجموعة مألوفة من الأحزاب والقادة.
بالنسبة لبام وأقرانها، قدم عالم الإنترنت مكانًا للتعبير عن الغضب، وبناء التضامن، والتحدث بحرية. بدأت في النشر عن الفساد وعدم المساواة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة صورها في تجمعات صغيرة، وهي تحمل مكبر صوت أو كتيبًا مرسومًا يدويًا. ثم، في أوائل سبتمبر 2025، بدأ اتجاه جديد يجتاح وسائل التواصل الاجتماعي النيبالية.










