أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الثلاثاء، عن تصنيف المملكة العربية السعودية كـ”حليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)”. يأتي هذا الإعلان خلال القمة السعودية الأمريكية، ويعكس تعزيزاً للعلاقات الأمنية والاقتصادية بين البلدين. هذا التصنيف، الذي يمثل اعترافاً بأهمية الدور الإقليمي للمملكة، يمنحها امتيازات في مجالات التعاون العسكري والتجارة، بما في ذلك الوصول إلى تكنولوجيا الدفاع المتقدمة.
القرار اتخذ خلال مأدبة عشاء بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأكد ترمب أن الولايات المتحدة ستوسع تعاونها العسكري مع السعودية بفضل هذا التصنيف الجديد. يمثل هذا التطور خطوة مهمة في سياسة الإدارة الأمريكية تجاه المنطقة، ويهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
ماذا يعني تصنيف السعودية كحليف رئيسي من خارج الناتو؟
تصنيف “حليف رئيسي من خارج الناتو” (MNNA) هو اعتراف رسمي من الحكومة الأمريكية بأهمية الشراكة مع دول خارج حلف الناتو. وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، يتيح هذا التصنيف لشركاء الولايات المتحدة الحصول على مزايا خاصة في مجالات تجارة الأسلحة والتعاون الأمني. يعتبر هذا التصنيف مؤشراً قوياً على العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة والدولة المعنية، ويعكس الاحترام المتبادل والالتزام بالتعاون.
الامتيازات المتوقعة للمملكة العربية السعودية
من المتوقع أن تستفيد المملكة العربية السعودية من مجموعة واسعة من الامتيازات بموجب هذا التصنيف الجديد. وتشمل هذه الامتيازات الأهلية للحصول على قروض لتمويل مشاريع البحث والتطوير العسكري المشتركة، بالإضافة إلى إمكانية استضافة مخزونات الاحتياط الحربي الأمريكي على أراضيها.
بالإضافة إلى ذلك، ستتمكن السعودية من إبرام اتفاقيات مع الولايات المتحدة لتقديم التدريب العسكري المشترك، مع تقاسم التكاليف بشكل عادل. كما ستكون المملكة مؤهلة للحصول على أولوية في الحصول على معدات الدفاع الفائضة، وشراء ذخائر اليورانيوم المنضب، والمشاركة في مشاريع بحث وتطوير مشتركة في مجال الدفاع.
الأمر يشمل أيضاً السماح للشركات السعودية بالمشاركة في المناقصات الخاصة بصيانة وإصلاح المعدات العسكرية الأمريكية خارج الولايات المتحدة، وتوفير تمويل لمشاريع مكافحة الإرهاب تحت إشراف وزارة الخارجية الأمريكية. هذه الامتيازات تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة وتعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة.
العلاقات الأمريكية السعودية والتعاون الأمني
هذا التصنيف يأتي في سياق تاريخ طويل من التعاون الأمني والاقتصادي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. تعتبر السعودية شريكاً رئيسياً للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وتلعب دوراً مهماً في سوق الطاقة العالمي.
ومع ذلك، شهدت العلاقات بين البلدين بعض التوترات في السنوات الأخيرة، خاصةً بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي. إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية تبدو مصممة على تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية، وتعتبر السعودية حليفاً مهماً في مواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك التهديد الإيراني.
الدول الأخرى المصنفة كحلفاء رئيسيين من خارج الناتو
تضم قائمة الدول المصنفة كـ”حليف رئيسي من خارج الناتو” حالياً 19 دولة، بما في ذلك الأرجنتين، أستراليا، البحرين، البرازيل، كولومبيا، مصر، إسرائيل، اليابان، الأردن، كينيا، الكويت، المغرب، نيوزيلندا، باكستان، الفلبين، قطر، كوريا الجنوبية، تايلاند، وتونس. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر القانون الأمريكي تايوان كحليف رئيسي من خارج الناتو دون الحاجة إلى تصنيف رسمي.
هذا التصنيف يعكس التزام الولايات المتحدة بتعزيز علاقاتها مع الشركاء الاستراتيجيين حول العالم، وتوسيع نطاق التعاون الأمني والاقتصادي معهم. التعاون الأمني مع هذه الدول يساهم في تحقيق المصالح الأمريكية وتعزيز الاستقرار العالمي.
من المتوقع أن تبدأ الإجراءات التنفيذية لتطبيق هذا التصنيف الجديد في الأسابيع القادمة، مع التركيز على تحديد آليات التعاون العسكري والاقتصادي الجديدة. سيراقب المراقبون عن كثب كيفية تأثير هذا التصنيف على العلاقات الإقليمية، وردود الفعل من الأطراف الأخرى المعنية. يبقى من غير الواضح حتى الآن كيف ستؤثر هذه الخطوة على السياسة الأمريكية تجاه إيران، أو على المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني.










