هجوم مسلح على كنيسة في نيجيريا أسفر عن مقتل شخصين على الأقل واختطاف القس وعدد من المصلين، مما أثار موجة إدانة واسعة النطاق. وقعت الحادثة في بلدة إروكو بولاية كوارا وسط نيجيريا، وتأتي في سياق تصاعد العنف الذي يستهدف المسيحيين في نيجيريا، وهو ما يثير قلقًا دوليًا متزايدًا. تُظهر مقاطع فيديو متداولة إطلاق نار كثيف داخل الكنيسة ورعب المصلين.
هجمات متصاعدة تستهدف المسيحيين في نيجيريا
أعلنت السلطات المحلية في ولاية كوارا عن فتح تحقيق فوري في الحادث، وأمر حاكم الولاية، عبد الرحمن عبد الرزاق، بنشر قوات أمن إضافية في المنطقة. وأكد متحدث باسم الحاكم أن الحكومة ملتزمة بضمان سلامة جميع المواطنين، وحماية دور العبادة.
يأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من اختطاف 25 فتاة من مدرسة داخلية في ولاية كبي بولاية كبي، بالإضافة إلى مقتل أحد العاملين في المدرسة. وذكرت الشرطة أن الخاطفين كانوا مسلحين تجهيزًا جيدًا وتبادلوا إطلاق النار مع الحراس قبل تنفيذ عملية الاختطاف.
تصاعد العنف وأبعاده الإقليمية
يشهد شمال ووسط نيجيريا تصاعدًا في العنف، وغالبًا ما يكون له طابع طائفي وعرقي. وتشير التقارير إلى أن الصراعات على الأراضي والموارد تتفاقم بسبب التغير المناخي والضغط الديموغرافي. ومع ذلك، يثير الهجوم الأخير مخاوف بشأن استهداف مباشر للمسيحيين.
وقد صنفت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب نيجيريا كـ “دولة ذات اهتمام خاص” بسبب تزايد العنف ضد المسيحيين. وفي هذا السياق، استضاف السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، فعالية مؤخرًا سلطت الضوء على الوضع المتدهور في نيجيريا. ووصف والتز أعمال القتل التي تستهدف المسيحيين في نيجيريا بأنها “إبادة جماعية ترتدي قناع الفوضى”.
كما شاركت نجمة الراب نيكي ميناج في هذه الفعالية، وأعربت عن دعمها لجهود الإدارة الأمريكية لمكافحة اضطهاد المسيحيين في نيجيريا. وأكدت ميناج أن حماية المسيحيين في نيجيريا لا يتعلق بأخذ جانب أو تقسيم الناس، بل يتعلق بتوحيد الإنسانية.
ردود الفعل الدولية والمخاوف المتزايدة
أثارت هذه الهجمات موجة إدانة دولية، ودعت منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق شامل في الحوادث وتقديم الجناة إلى العدالة. وتشير العديد من التقارير إلى أن العنف في نيجيريا يمثل تهديدًا للاستقرار الإقليمي.
تعزز هذه الأحداث المطالبات بزيادة التعاون الدولي لمساعدة نيجيريا على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز سيادة القانون. كما تتطلب معالجة الأسباب الجذرية للصراع، بما في ذلك الفقر والبطالة والتمييز.
وفي سياق متصل، تتزايد المخاوف بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق المتضررة من العنف. وتحتاج آلاف العائلات إلى المساعدة العاجلة في توفير الغذاء والمأوى والرعاية الطبية. الوضع الأمني في نيجيريا يتطلب اهتمامًا مستمرًا.
دور المجتمع الدولي في حل الأزمة
يدعو مراقبون دوليون إلى دور أكثر فعالية للمجتمع الدولي في دعم نيجيريا في جهودها لمكافحة العنف وحماية المدنيين. ويتضمن ذلك تقديم المساعدة التقنية والمالية، وتعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع الدولي الضغط على الحكومة النيجيرية لضمان احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.
من المتوقع أن تواصل السلطات النيجيرية عمليات البحث عن المخطوفين، وأن تعلن عن نتائج التحقيق في الهجوم على الكنيسة. كما يتوقع أن يتصاعد النقاش الدولي حول الوضع في نيجيريا، وتأثيره على الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي. تداعيات هذه الأحداث ستظل محل مراقبة دقيقة في الأشهر القادمة.










