شهد المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية العرض العربي الأول للفيلم اللبناني “كلب ساكن”، وهو الفيلم الذي يشارك ضمن مسابقة آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 46. يقدم الفيلم دراما واقعية هادئة تتناول تعقيدات العلاقات الزوجية بعد سنوات من الفراق، مستكشفًا المشاعر العالقة والتساؤلات المؤجلة التي تنشأ بين الأفراد.
الفيلم من إخراج وكتابة سارة فرنسيس، وإنتاج لارا أبو سعيفان، ويشارك في بطولته شيرين كرامة ونداء واكيم، مع تصوير مارك خليفة. يسلط الفيلم الضوء على ديناميكيات العلاقة بين وليد وعايدة بعد فترة انقطاع طويلة، ويقدم نظرة عميقة إلى التحولات النفسية والاجتماعية التي يمر بها الأفراد.
رحلة إبداعية لفيلم “كلب ساكن”
أكدت المخرجة سارة فرنسيس، في تصريحات لـ “الشرق”، أن عملية التحضير للفيلم استغرقت ما يقرب من خمس سنوات، بدأت بكتابة المسودة الأولى للسيناريو في عام 2017. تخلل هذه الفترة عملها على مشاريع سينمائية أخرى، بما في ذلك فيلمين وثائقيين، قبل العودة إلى تطوير السيناريو في عام 2021 والبدء في التصوير في عام 2022.
اختارت فرنسيس تقديم فيلم نفسي يتعمق في فتور العلاقات الزوجية، لأنها أرادت استكشاف تجربة الحب والتباعد. وأضافت أنها رغبت في تصوير لحظة حرجة في حياة الزوجين، عندما يدرك أحدهما أن العلاقة قد وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأن الحياة يمكن أن تتغير بشكل جذري.
التمويل والإنتاج
اعتمد إنتاج الفيلم على تمويل متنوع من عدة جهات، بما في ذلك مؤسسة الدوحة للأفلام في قطر ومؤسسة البحر الأحمر، بالإضافة إلى مصادر دعم أخرى. أشارت فرنسيس إلى أن الفيلم يركز على الجوانب النفسية للعلاقات الإنسانية، ويعكس تجارب شائعة يمر بها العديد من الأزواج في مختلف المجتمعات.
أما عن اختيار عنوان “كلب ساكن”، أوضحت فرنسيس أنه مستوحى من المشهد الأول الذي كتبته، حيث لعب الكلب دورًا رمزيًا في تحديد الحالة العاطفية للشخصيات. ترى المخرجة أن الفيلم يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات التي تبدو فاترة، وما إذا كانت ستصل إلى طريق مسدود أم لا.
استقبال الفيلم وخطط العرض المستقبلية
عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان روتردام، وحظي بإقبال كبير من النقاد والجمهور. يعرض الفيلم حاليًا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عرضه العربي الأول، ومن المقرر عرضه أيضًا في مهرجان آخر في الهند. تستعد المخرجة حاليًا لوضع خطة لتوزيع الفيلم تجاريًا وعرضه على نطاق أوسع.
أكدت فرنسيس على أهمية اختيار الممثلين، مشيرة إلى أنهم قاموا بجهود كبيرة في فهم الشخصيات وتطويرها. وذكرت أن كواليس التصوير ساهمت في توضيح الحالة النفسية لكل شخصية، مما ساعد الممثلين على تقديم أداء مقنع وواقعي.
تحديات الإنتاج
أشارت فرنسيس إلى أن التصوير تم في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، استمرت ثلاثة أسابيع فقط، بسبب الظروف والأوضاع الراهنة. على الرغم من ذلك، تمكن فريق العمل من إنجاز الفيلم بالجودة المطلوبة وتقديم قصة مؤثرة.
وبالنسبة لتوقعاتها حول جوائز المهرجان، أوضحت فرنسيس أنها لا تركز على الجوائز بقدر تركيزها على تقديم فيلم يعكس رؤيتها الفنية ويطرح أسئلة مهمة. وأعربت عن سعادتها بالمشاركة الأولى لها في مهرجان القاهرة السينمائي، الذي تعتبره من أعرق المهرجانات في المنطقة.
تختتم فرنسيس حديثها بالإشارة إلى أنها لا تملك مشاريع محددة حاليًا، ولكن لديها العديد من الأفكار التي تدرسها وتعمل على تطويرها. وتركز حاليًا على خطة تسويق الفيلم وعرضه في المهرجانات المختلفة، بالإضافة إلى التخطيط لعرضه جماهيريًا.
من المتوقع أن يشهد الفيلم “كلب ساكن” استمرارًا في المشاركة في المهرجانات السينمائية القادمة، مما يعزز من فرص عرضه على جمهور أوسع وتأثيره في المشهد السينمائي العربي. يبقى الترقب قائمًا لمستقبل هذا العمل الفني المميز ومساهمته في إثراء الحوار حول العلاقات الإنسانية وقضايا المجتمع.









