أصبحت أمن البيانات مصدر قلق متزايد في السنوات الأخيرة، خاصةً مع الاعتماد المتزايد على التطبيقات والخدمات الرقمية. كشف تحقيق حديث عن ثغرة أمنية خطيرة في تطبيق واتساب، حيث يمكن الوصول إلى أرقام هواتف المستخدمين بكميات كبيرة. يعيد هذا الاكتشاف إحياء المخاوف بشأن خصوصية المستخدم وأمان البيانات في المنصات التواصلية الشهيرة.
تسريب بيانات واتساب: تهديد متجدد لأمن البيانات
على الرغم من تحذيرات سابقة تعود إلى ثماني سنوات، تمكن فريق بحثي من جامعة فيينا من استخراج أرقام هواتف المستخدمين من واتساب باستخدام تقنية مماثلة. تعتمد هذه التقنية على ميزة “الاكتشاف” في واتساب، والتي تسمح بإدخال رقم هاتف للتحقق من وجود الشخص على التطبيق. من خلال تكرار هذه العملية بمليارات المرات، تمكن الباحثون من الكشف عن ما وصفوه بأنه “أكبر تعرض لأرقام الهواتف على الإطلاق”.
تكمن المشكلة في أن واتساب لم يمنع هذه العمليات المتكررة، مما سمح للباحثين بجمع كمية هائلة من البيانات. لم يتم الكشف عن تفاصيل كاملة حول كيفية استخدام هذه البيانات، ولكن إمكانية الوصول إليها تثير تساؤلات حول إساءة استخدامها المحتملة في عمليات الاحتيال والتسويق غير المرغوب فيه، وحتى التهديدات الأمنية الشخصية.
مخاوف متزايدة بشأن المراقبة الرقمية
بالتزامن مع ذلك، تزايدت المخاوف بشأن المراقبة الرقمية في أماكن أخرى. كشفت تحقيقات أن مدارس في الولايات المتحدة تستخدم أجهزة استشعار للكشف عن التدخين الإلكتروني في الحمامات، بعضها مزود بميكروفونات عالية الدقة. أثار هذا الأمر جدلاً واسعاً حول التوازن بين حماية الطلاب والحفاظ على خصوصيتهم.
علاوة على ذلك، حذرت شركة Cisco من أن الأجهزة الشبكية القديمة قد تشكل ثغرة أمنية كبيرة. أصبحت الأدوات الذكاء الاصطناعي تجعل من السهل على المهاجمين تحديد نقاط الضعف في البنية التحتية الشبكية القديمة وغير المحدثة.
برامج المراقبة الحكومية تثير الجدل
في سياق آخر، أظهر تحقيق مفصل أجرتة وكالة أسوشيتد برس أن دوريات الحدود الأمريكية تشغل برنامج استخبارات تنبؤية يراقب ملايين السائقين الأمريكيين خارج نطاق الحدود. تعتمد هذه البرامج على قراءة لوحات المركبات بشكل سري، وتحديد “مسارات مشبوهة” أو توقفات سريعة، ثم تنبيه الشرطة المحلية لإجراء عمليات تفتيش مرورية على أساس مخالفات بسيطة.
تشير التقارير إلى أن عملاء دورية الحدود ومأموري شرطة تكساس يتبادلون معلومات حساسة حول المواطنين الأمريكيين، بما في ذلك سجلات الفنادق وأرقام السيارات وعناوين المنازل وتفاصيل وسائل التواصل الاجتماعي. تمت مشاركة هذه المعلومات أثناء تنسيق ما يسمى بـ “التوقفات السرية” لإخفاء تدخل الحكومة الفيدرالية.
هجمات إلكترونية واسعة النطاق
على صعيد الهجمات الإلكترونية، أعلنت شركة Microsoft عن تخفيف حدة أكبر هجوم حرمان من الخدمة الموزعة (DDoS) على الإطلاق في بيئة سحابية، حيث بلغ حجم الهجوم 15.72 تيرابايت في الثانية. يعود مصدر الهجوم إلى شبكة “Aisuru” للروبوتات، والتي تتكون من أجهزة منزلية مخترقة مثل أجهزة التوجيه والكاميرات. بالإضافة إلى ذلك، سجلت Cloudflare هجومًا مماثلاً بحجم 22.2 تيرابايت في الثانية.
تشير الأبحاث إلى أن شبكة Aisuru تتوسع وتطور قدراتها لتشمل أساليب متقدمة مثل تخمين كلمات المرور والزحف المدعوم بالذكاء الاصطناعي وهجمات HTTPS عبر الخوادم الوكيلة السكنية.
تطورات في القضايا القانونية المتعلقة بالأمن السيبراني
في تطور لافت، أسقطت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) التهم المتبقية ضد شركة SolarWinds ومديرها الأمني السيبراني السابق، تيم براون، منهية بذلك قضية طويلة الأمد تتعلق باختراق سلسلة التوريد عام 2020. اعتبرت SolarWinds هذا الإسقاط بمثابة تبرئة، وأعربت عن أملها في أن يهدئ ذلك المخاوف بين مديري الأمن السيبراني.
وفي قضية منفصلة، كشفت سجلات إنفاذ القانون أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وصل إلى رسائل من مجموعة خاصة على تطبيق Signal استخدمها نشطاء مراقبة المحاكم للهجرة في نيويورك. تم تصوير هؤلاء النشطاء، الذين يراقبون بشكل غير عنيف جلسات الاستماع في المحكمة، على أنهم “متطرفون عنيفون مناهضون للسلطة” من قبل الـ FBI.
يُظهر هذا التسلسل المستمر من الحوادث الحاجة الملحة إلى تعزيز إجراءات الأمن السيبراني وحماية خصوصية البيانات. من المتوقع أن تستمر الحكومات والشركات في الاستثمار في تقنيات جديدة وتطوير سياسات أكثر صرامة لمعالجة هذه التحديات المتزايدة. وقد يشهد المستقبل القريب المزيد من التنظيمات والقوانين المتعلقة بجمع البيانات واستخدامها، بالإضافة إلى زيادة الوعي العام بأهمية حماية الخصوصية الرقمية.










