أظهر استطلاع جديد لـ YouGov أن غالبية سكان الدنمارك (69٪) وفرنسا (73٪) وإيطاليا (76٪) وإسبانيا (74٪) وألمانيا (63٪) والمملكة المتحدة (62٪) يشعرون بالقلق إزاء تغير المناخ وتأثيراته. يأتي هذا في وقت تشهد فيه قمة المناخ (COP30) في البرازيل احتجاجات من السكان الأصليين، بينما تتزايد الدعوات لاتخاذ إجراءات جذرية للحد من الانبعاثات.
أجري الاستطلاع الذي شمل أكثر من 8700 شخص في خمس دول من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة قبل بدء مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في بيليم، البرازيل. تشير النتائج إلى وعي متزايد بالتحديات البيئية، ولكنها تكشف أيضًا عن اختلافات في مستويات القلق والمسؤولية المتصورة بين الدول الأوروبية.
مخاوف متزايدة بشأن تغير المناخ في أوروبا
على الرغم من القلق السائد، أظهر الاستطلاع أن الألمان والبريطانيين هم الأكثر عرضة للإشارة إلى أنهم غير قلقين بشأن تغير المناخ. ومع ذلك، فإن هذا لا يقلل من حقيقة أن أوروبا هي ثالث أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من احتراق الوقود على مستوى العالم، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية (IEA). تحتل ألمانيا والمملكة المتحدة المرتبتين الأولى والثالثة على التوالي في قائمة الدول الأوروبية الأكثر انبعاثًا.
الآراء حول إمكانية تجنب الأسوأ
يعتقد معظم المشاركين في الاستطلاع أنه لا يزال من الممكن تجنب أسوأ آثار تغير المناخ، لكن ذلك يتطلب تغييرًا جذريًا في السياسات. تدعم إسبانيا هذا الرأي بأعلى نسبة، حيث بلغت 65٪، بينما انخفضت النسبة في ألمانيا إلى 46٪ فقط. يشير هذا التباين إلى اختلاف في التفاؤل بشأن فعالية الإجراءات الحكومية المستقبلية.
بالإضافة إلى ذلك، يرى أغلب المستطلعين أن معالجة تغير المناخ ستكون أكثر فعالية إذا عملت جميع الدول معًا، وهو ما يتماشى مع شعار COP30 “Global Mutirão” الذي يعني “الجهد الجماعي العالمي”.
توزيع المسؤولية: من يجب أن يقود؟
على الرغم من أن الدول الغنية مسؤولة عن ما يقرب من ثلثي الانبعاثات الكربونية التاريخية التراكمية، إلا أن أقل من ربع المشاركين يعتقدون أن هذه الدول يجب أن تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية معالجة تغير المناخ. يعكس هذا الرأي تحولًا نحو مفهوم المسؤولية المشتركة، ولكنه لا يلغي أهمية الدور الذي يجب أن تلعبه الدول المتقدمة في تقديم الدعم المالي والتقني للدول النامية.
يدعي معظم الأشخاص في إسبانيا والدنمارك وألمانيا أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتخذ قرارات بشأن تغير المناخ نيابة عن جميع الدول الأعضاء. في المقابل، تنقسم فرنسا وإيطاليا بشكل أكبر، مع الاعتقاد بأن كل حكومة وطنية يجب أن تتخذ مثل هذه القرارات بشكل مستقل عن الاتحاد الأوروبي. يعكس هذا الاختلاف وجهات النظر المختلفة حول سيادة الدول وأهمية التعاون الإقليمي.
في وقت سابق من هذا الشهر، أيدت لجنة البيئة في البرلمان الأوروبي مراجعة قانون المناخ للكتلة، والذي يهدف إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 90٪ بحلول عام 2040. يمثل هذا التعديل خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي الطموحة في مجال المناخ، ولكنه يتطلب أيضًا تنفيذ سياسات فعالة على المستوى الوطني.
السياسات البيئية والتنمية المستدامة
تعتبر السياسات البيئية والتنمية المستدامة من القضايا الملحة التي تواجه العالم اليوم. تسعى الحكومات والمنظمات الدولية إلى إيجاد حلول مبتكرة للحد من التلوث وحماية الموارد الطبيعية وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. يشمل ذلك الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتشجيع النقل المستدام، وتعزيز الزراعة العضوية.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الجهود، بما في ذلك مقاومة بعض الصناعات للتغيير، ونقص التمويل، والحاجة إلى تعاون دولي أكبر. يتطلب تحقيق أهداف التنمية المستدامة بذل جهود متواصلة من جميع الأطراف المعنية.
من المتوقع أن تستمر مناقشات COP30 في البرازيل حتى 21 نوفمبر، مع التركيز على قضايا مثل التمويل المناخي، والتكيف مع آثار تغير المناخ، وحماية التنوع البيولوجي. سيكون من المهم مراقبة نتائج هذه القمة وتقييم مدى التزام الدول بتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها. كما سيكون من الضروري متابعة التطورات في السياسات البيئية للاتحاد الأوروبي وتقييم تأثيرها على خفض الانبعاثات وتحقيق أهداف المناخ.










