شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية الحفاظ على السلام في غزة، والتزام جميع الأطراف بتعهداتها للوصول إلى “اليوم التالي” بعد الصراع. وأكد ماكرون، خلال قمة مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا، أن فرنسا والسعودية تلعبان دوراً محورياً كـ”ضامنتين” لهذا المسار، المنبثق عن إعلان نيويورك الخاص بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما تناول الرئيس الفرنسي قضايا أخرى، بما في ذلك الوضع في السودان والعلاقات مع الجزائر، معلناً عن “مسار جديد” لتعزيز التعاون بين باريس والجزائر.
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين، وصف ماكرون الوضع الإنساني في غزة بأنه “بالغ الصعوبة”، مؤكداً على ضرورة التهدئة والالتزام بوقف إطلاق النار. وأضاف أن الخطوة التالية تتطلب إدارة غزة، ونشر قوات الأمن، وفي نهاية المطاف، قوة دولية للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار. وأشار إلى أن فرنسا والسعودية تعملان بشكل وثيق لتنفيذ هذه الخطوات، وفقاً لإعلان نيويورك الذي يحدد جدولاً زمنياً واضحاً نحو حل سياسي.
الوضع في غزة والجهود الدولية للسلام
تأتي تصريحات ماكرون في وقت لا يزال فيه الوضع في غزة متوتراً، على الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي. وتواصل إسرائيل شن غارات على القطاع، مما يثير مخاوف بشأن استدامة الهدنة وتدهور الأوضاع الإنسانية. وتعتبر قضية **السلام في غزة** من القضايا المعقدة التي تتطلب جهوداً دولية مكثفة.
وأكد ماكرون أن إعلان نيويورك يحظى بإجماع واسع في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هذا الإجماع يعزز فرص تحقيق تقدم نحو حل دائم للقضية الفلسطينية. ويركز الإعلان على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كجزء من أي حل شامل.
السودان: دعوة إلى الحوار ووقف تدفق الأسلحة
وفيما يتعلق بالسودان، أعرب ماكرون عن قلقه العميق إزاء الحرب الأهلية المستمرة، مشدداً على أن البلاد عانت كثيراً من هذا الصراع المدمر. وأشار إلى التدفق المفرط للدعم العسكري من الخارج، والذي يساهم في إطالة أمد الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية. ويعتبر **الوضع في السودان** من بين التحديات الإقليمية التي تتطلب اهتماماً دولياً.
ودعا ماكرون جميع الأطراف إلى وقف القتال والعودة إلى طاولة الحوار، مؤكداً على أهمية استئناف الوساطات واستعادة دور المكونات المدنية في العملية السياسية. وأشار إلى أن فرنسا نظمت مؤتمراً سابقاً حول السودان، وأنها ستواصل العمل مع المفاوضين الرئيسيين لإيجاد حل سلمي للأزمة.
أزمة إنسانية متفاقمة
اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق. وتسببت الحرب في مقتل آلاف الأشخاص وتدمير البنية التحتية ونزوح الملايين من السكان. وتشير التقارير إلى أن الوضع الإنساني يتدهور بسرعة، وأن هناك حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.
“مسار جديد” للعلاقات الفرنسية الجزائرية
وتطرق ماكرون إلى العلاقات مع الجزائر، مؤكداً على ضرورة اعتماد “علاقات هادئة” مع “تصحيح العديد من الأمور”. وأشار إلى أن البعض في فرنسا والجزائر يسعون إلى جعل هذه العلاقات قضية سياسية داخلية، وهو ما يعيق تحقيق أي تقدم. ويرى ماكرون أن بناء علاقات قوية مع الجزائر أمر ضروري لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وأكد ماكرون أنه أطلق “مساراً جديداً” للعلاقات مع الجزائر، وعرضه على الوزراء والمسؤولين المعنيين. ويهدف هذا المسار إلى تعزيز التعاون في مجالات الأمن والهجرة والاقتصاد، ومعالجة القضايا العالقة بين البلدين. ويعتبر **العلاقات الفرنسية الجزائرية** من العلاقات الهامة في منطقة شمال أفريقيا.
وأشار ماكرون إلى تحقيق بعض التقدم العملي في الآونة الأخيرة، مثل الإفراج عن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، الذي كان قد أوقف وسجن في الجزائر. وأعرب عن شكره للرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير على جهوده في وساطة الإفراج عن صنصال.
وفي الختام، أكد ماكرون على أهمية التحلي بالصبر والتواضع والاحترام في التعامل مع الجزائر، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل لحل جميع الإشكالات. ومن المتوقع أن يعقد وزراء البلدين اجتماعات في المستقبل القريب لمناقشة سبل تعزيز التعاون وتطوير العلاقات الثنائية. وستراقب الأوساط الدبلوماسية عن كثب التطورات في هذه العلاقات، وتقييم فرص تحقيق تقدم ملموس في المستقبل القريب.










