تشهد الأوساط الفضائية اهتمامًا متزايدًا بـ “3I/Atlas” (أطلس)، وهو جسم بين النجوم يمر عبر الغلاف الجوي للأرض، مما أثار تكهنات واسعة حول أصله المحتمل، بما في ذلك فرضية أن يكون مركبة فضائية. يراقب العلماء وهواة الفلك هذا الجسم الغريب عن كثب، بينما تتزايد المناقشات حول وجود حياة خارج كوكب الأرض.
في لونغ آيلاند، نيويورك، تنظم كاثرين تشابي، وهي من دعاة التواصل مع الكائنات الفضائية، اجتماعات افتراضية لمجموعة من الأشخاص الذين يدعون أنهم عايشوا لقاءات وثيقة من النوع الثالث. اكتسبت هذه الاجتماعات شعبية كبيرة، ووصل عدد المشاركين إلى الآلاف من جميع أنحاء العالم، حيث يتبادلون تجاربهم الشخصية وسط أجواء من الثقة والدعم.
“أطلس” والجماعات المهتمة بالكائنات الفضائية
يأتي ظهور “أطلس” في وقت يشهد فيه الاهتمام بظواهر جوية غير مبررة (UAP) ارتفاعًا ملحوظًا. وفقًا لاستطلاعات الرأي، ازداد عدد الأشخاص الذين يعتقدون بوجود مركبات فضائية غير معروفة من 20% في عام 1996 إلى 34% في عام 2022.
يرى بعض المشاركين في اجتماعات تشابي أن “أطلس” ليس مجرد صخرة فضائية، بل هو كيان واعي يتم برمجته بشكل مستمر. يعتقد كيفن، وهو وسيط عقارات من فلوريدا، أنه على اتصال مع الكائنات الفضائية منذ الطفولة، وأنه يعمل مع مجلس من ثمانية كائنات كونية. أما فندا، وهي عاملة طبية من كولورادو، فتدعي أنها هجين بين البشر والكائنات الفضائية، وأنها زارت كوكب أورانوس لتصبح وسيطًا بين العالمين.
تجارب شخصية وقصص غريبة
تتنوع القصص التي يرويها المشاركون في هذه الاجتماعات بشكل كبير. يتحدث نيك، وهو متخصص في تكنولوجيا المعلومات من شيكاغو، عن تعرضه للتجارب من قبل كائنات خبيثة، بينما تشير تيري، وهي متقاعدة من سياتل، إلى احتمال أنها كانت على متن مركبة فضائية قد تكون مشابهة لـ “أطلس”.
تؤكد تشابي على أن هذه التجارب هي “تحولات روحية عميقة”، وأنها تساعد الأشخاص على فهم هويتهم الحقيقية ومكانهم في الكون. وهي نفسها مررت بتجارب غامضة، بما في ذلك رؤية وجوه قطط في حظيرتها وزيارة من مخلوق يشبه “الساسكواتش” قام بإزالة ألم رأس شديد.
تأسست “Gathering of Light” (تجمع النور)، وهي المنظمة التي حصلت منها تشابي على شهادة الكاهن الروحي، على فلسفة تؤمن بأن كل إنسان هو تجسيد فريد للإله، وأننا جميعًا واحد. تسعى تشابي من خلال هذا التجمع إلى مساعدة الأشخاص الذين مروا بتجارب مماثلة ليشعروا بأنهم ليسوا وحدهم.
وجهات نظر متضاربة
في المقابل، يتبنى البعض الآخر نظرة أكثر تحفظًا. دينيس أندرسون، وهو محلل سابق في “Center for UFO Studies” (مركز دراسات الأجسام الطائرة المجهولة الهوية)، لا يزال متشككًا في تفسير “أطلس” كمركبة فضائية. ويؤكد، بناءً على ملاحظاته، أن “أطلس” يظهر خصائص مذنب واضحة، مثل وجود غلاف (coma) وذيل.
وحذر أندرسون من الثقة العمياء في “الخبراء” الذين يقدمون تفسيرات غير منطقية، مثل الادعاء بوجود 57 حضارة فضائية زائرة. وفي حين أنه لا ينكر إمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض، إلا أنه يشدد على ضرورة التفكير النقدي والاعتماد على الأدلة المادية.
ناسا، من جانبها، تصر على أن “3I/Atlas” هو مذنب، وأن خصائصه وسرعته واتجاهه تتوافق مع التوقعات العلمية. ومع ذلك، فإن سلوكه غير التقليدي، مثل تسارعه غير الجاذبي والذيل المضاد لشمس، لا يزال يثير فضول العلماء ويستدعي المزيد من التحقيقات.
الجدير بالذكر أن الكوكب الصغير اكتشف في الأصل بواسطة مشروع “Asteroid Terrestrial-impact Last Alert System” (ATTLAS) في هاواي، وهو نظام مصمم لاكتشاف الأجسام القريبة من الأرض.
على الرغم من التشكيك، تظل تشابي متفائلة بأن “أطلس” سيؤكد في النهاية صحة التجارب التي عاشتها هي وغيرهم من دعاة التواصل مع الكائنات الفضائية. وتعتقد أن العالم سيشهد في السنوات القليلة القادمة إدراكًا واسع النطاق لوجود حياة خارج كوكب الأرض، وأن هذا الإدراك لن يكون له آثار سلبية، بل سيجلب معه الأمل والسلام.
في الوقت الحالي، يواصل العلماء والمختصون مراقبة “3I/Atlas” عن كثب، ومن المتوقع أن يصل الجسم إلى أقرب نقطة له من كوكب الأرض في أواخر سبتمبر 2024. تعتبر هذه الفترة حاسمة لجمع المزيد من البيانات وتحليلها، الأمر الذي قد يكشف عن أسرار هذا الجسم الغريب ويساعد في تحديد أصله الحقيقي. ما زال من المبكر الجزم بشأن طبيعة “أطلس”، لكن الاهتمام المتزايد به يشير إلى أن البحث عن حياة خارج كوكب الأرض قد دخل مرحلة جديدة ومثيرة.










