تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سؤالًا عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، يقول فيه صاحبه: “ما حكم من قام إلى الركعة الثالثة دون أن يقرأ التشهد الأوسط؟”.
وفي رده، أكد الدكتور لاشين أن النسيان من طبيعة الإنسان، مستشهدًا بقول الله تعالى: “ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما” (طه: 115)، وبما رواه الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم: “نسي آدم فنسيت ذريته”.
وأشار إلى أن الله عز وجل لا يؤاخذ عباده على النسيان، بل علمنا أن ندعوه قائلين: “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا” (البقرة: 286)، مؤكدًا أن الله منزه عن النسيان، كما في قوله: “وما كان ربك نسيا” (مريم: 64).
وأوضح الدكتور لاشين أنi على المسلم أن يأخذ بالأسباب التي تعينه على التركيز في صلاته، ومنها استحضار عظمة الوقوف بين يدي الله، وتدبر الأذكار والأقوال التي يرددها أثناء الصلاة.
وفيما يخص المسألة المطروحة، أوضح أن من تذكر نسيان التشهد الأوسط قبل أن يستتم قائمًا، سواء كان أقرب للقيام أو للجلوس، فعليه أن يعود فورًا ويجلس ليقرأ التشهد، مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا قام أحدكم في الركعتين فلم يستتم قائمًا فليجلس” (رواه أبو داود وابن ماجه).
أما من تذكر التشهد بعد أن اعتدل قائمًا، فالأولى له أن لا يعود، لكن إن عاد وجلس لقراءته فصلاته صحيحة، ويكون قد خالف الأولى، أما إذا تذكر أثناء قراءته للركعة الثالثة، فلا يجوز له الرجوع، ويجب أن يستمر في صلاته.
وفي كل الأحوال، سواء عاد للتشهد أو لم يعد، فعليه أن يسجد سجدتي السهو قبل السلام، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عندما قام في الركعتين من صلاة الظهر، ولم يجلس للتشهد، ثم سجد للسهو قبل التسليم.