أثار اللقاء الذي جمع رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض جدلاً واسعاً، ليس فقط بسبب فحوى المحادثات، بل نتيجة التوتر الذي شاب اللقاء، وما تخلله من تعليقات حادة وردود غير متوقعة. وأعادت هذه الزيارة تسليط الضوء على قضية الطائرة الرئاسية التي قدمتها الحكومة القطرية للولايات المتحدة، والتي لا تزال محط تساؤلات وجدل في الأوساط الإعلامية والسياسية.
توتر في المكتب البيضاوي
خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقاء الرئيسين في المكتب البيضاوي، طرح أحد المراسلين سؤالاً حول تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة قبلت طائرة من قطر يمكن استخدامها لأغراض رئاسية. السؤال أثار غضب ترامب، الذي قاطع المراسل بحدة قائلاً: “ما الذي تتحدث عنه؟” ثم أضاف بنبرة غاضبة: “أتعلم؟ عليك الخروج من هنا. ما علاقة هذا بالطائرة القطرية؟”.
ردة فعل ترامب المفاجئة أظهرت انزعاجه الواضح من الربط بين الإدارة الأمريكية وصفقة الطائرة القطرية، خاصة في وقت تسعى فيه واشنطن لتوضيح طبيعة العلاقات مع دول الخليج، وسط اتهامات بأن الطائرة ليست هدية بقدر ما كانت صفقة.
مزاح دبلوماسي لا يخلو من المعاني
في محاولة لتخفيف الأجواء المتوترة، مازح رئيس جنوب إفريقيا رامافوزا نظيره الأمريكي قائلاً: “أنا آسف، ليس لديّ طائرة لأعطيك إياها”، ليرد ترامب بابتسامة: “لو عرضت جنوب إفريقيا طائرة، فسأقبلها”. رغم طابع المزاح، فإن الحوار كشف مجدداً عن اهتمام ترامب الواضح بالمسائل المادية حتى في السياقات الدبلوماسية.
خلفية الطائرة القطرية.. هدية أم صفقة؟
تأتي هذه الحادثة في وقت تتضارب فيه الروايات حول الطائرة القطرية. فبينما وصف ترامب الطائرة بأنها “هدية عظيمة”، نقلت مصادر مطلعة أن إدارة ترامب هي من بادرت بالاتصال بقطر لمناقشة شراء الطائرة، ما يتنافى مع الرواية الرسمية التي تصف الأمر بأنه مبادرة كريمة من دولة صديقة.
وقد تخلل المؤتمر الصحفي هجوم مباشر من ترامب على المراسل الذي أثار القضية، حيث لم يكتف برفض السؤال، بل وجه انتقادات لاذعة لبراين روبرتس، رئيس مجلس إدارة “كومكاست كوربوريشن”، المالكة لشبكة NBC، ملمحاً إلى تحيّز وسائل الإعلام ضده.
لقاء يعكس طبيعة ترامب وتوازنات دبلوماسية دقيقة
اللقاء بين ترامب ورامافوزا لم يكن مجرد اجتماع رئاسي تقليدي، بل كشف عن طباع ترامب الحادة، وقدرته على تحويل أي نقاش إلى معركة شخصية، حتى في حضور زعماء دول أخرى.