أثار منشور على منصة “إكس” للمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، عاصفة من الجدل والتفاعلات، بعد انتقاده الحاد لاتفاقية سايكس بيكو والقوى الاستعمارية الأوروبية، معتبرا أنها السبب وراء تقسيم المنطقة، ومن ضمنها سوريا.
وأكد باراك أن “زمن التدخل الغربي انتهى” وأن المستقبل سيُبنى على الشراكات بدلا من الهيمنة.
“منذ قرن من الزمان، فرض الغرب خرائط وحدودًا مرسومة ووصايات وحكمًا أجنبيًا. فقد قسّمت اتفاقية سايكس-بيكو سوريا والمنطقة الأوسع لتحقيق مصالح إمبريالية، لا من أجل السلام. وقد كلّف هذا الخطأ أجيالًا كاملة، ولن نسمح بتكراره مرة أخرى.
لقد انتهى عصر التدخلات الغربية. المستقبل يعود… https://t.co/dXnDZJnLJC
— U.S. Embassy Syria (@USEmbassySyria) May 25, 2025
المنشور حصد آلاف الردود من ناشطين وصحفيين ومثقفين وسياسيين من مختلف التوجهات، تراوحت بين الترحيب والتشكيك، وبين التحذير من “دس السم في العسل”، بحسب تعبير العديد من المغردين.
ورحب بعض المعلقين بما وصفوه “خطاب الاعتراف غير المسبوق” بانتهاء حقبة من التاريخ فرضت فيها الخرائط والانتدابات والحدود الأجنبية على المنطقة، ما أدى إلى تقسيم سوريا ودول الجوار.
تصريح المبعوث الأميركي توماس باراك إلى سوريا تاريخي، هذا التصريح يطوي صفحة مشاريع تقسيم سوريا، ويرفع الغطاء السياسي عن “قسد” وفصائل السويداء، واضعًا إياهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الحسم العسكري، أو تحكيم لغة العقل والإلتزام بإتفاق 10 آذار قبل فوات الآوان…
— lunar🎀🌙🇸🇾 (@lunar_syr) May 25, 2025
واعتبر كثيرون أن الخطاب هاجم اتفاقية سايكس بيكو بشكل صريح، وكشف عن مطامع الغرب الإمبريالية، مؤكدين أن أهم ما جاء فيه هو التعهد بـ”عدم تكرار أخطاء الماضي”.
في المقابل، أشار آخرون إلى أن تغير موازين القوى يصب اليوم في صالح وحدة الأراضي السورية، وأن الولايات المتحدة باتت منشغلة بمنافسين جدد، مثل الصين، وبالتصدي للنفوذ الروسي المتصاعد في المنطقة.
السردية التي تكرّرتها السفارة الأمريكية في سوريا عن “سايكس بيكو” ليست مجرد قراءة تاريخية، بل تمثل الرواية المهيمنة في الأكاديميا الغربية، وهي المحرّك الأيديولوجي الرئيسي لكثير من الحركات السياسية المناهضة للاستعمار في المنطقة، سواء كانت قومية أو إسلامية أو يسارية.
لكن هذه…
— Bashir Sinno (@zezosinno) May 26, 2025
وحذر نشطاء وإعلاميون من القراءة السطحية لكلام باراك، معتبرين أن خطابه “حمال أوجه”، ويدل أساسا على ملامح جديدة للدور الأميركي القادم في المنطقة، في ظل تراجع النفوذ الفرنسي والبريطاني وبروز تكتلات دبلوماسية جديدة.
ورأى محللون وسياسيون أن انتقاد باراك لاتفاقية سايكس بيكو وحديثه عن إنهاء التدخل الغربي قد يكون محاولة “لذر الرماد في العيون”، وربما تمهيدا لمشاريع أكبر من سايكس بيكو نفسها.
تصريح المبعوث الأمريكي الى سوريا وهجومه على اتفاقية سايكس بيكو اليوم، هي رسالة لكل من يحاول التقسيم مفادها: ان امريكا واوروبا منشغلتا بمواجهة التمدد الروسي والخطر الصيني وليستا مستعدة لدعم التقسيم او لحماية احداً من دعاته، الزمن دار والوقت اختلف، وصراع الضباع خلق فرصة لسوريا.
— (بنت تونس) 🇹🇳🇹🇳 (@Rayyanaltunsia) May 25, 2025
واستشهدوا بتكرار الوعود الأميركية خلال العقود الماضية، وذكروا بما قاله المبعوث الأميركي السابق روبرت فورد في مؤتمر القاهرة عام 2011، عندما وعد بعدم تكرار أخطاء التاريخ، لكنه في الوقت ذاته كان يدفع بمصالح قوى معينة على حساب المعارضة السورية.
وحذر مغردون أيضا من النوايا الأميركية تجاه سوريا، معتبرين أن الحديث عن مستقبل البلاد من دون تدخلات غربية يخفي في طياته مخاطر زج سوريا في إطار الاتفاقيات الإبراهيمية.
بل هو تمهيد لإسرائيل الكبرى ، نتنياهو قال عدة مرات انه سيغير شكل الشرق الأوسط، وسيبتلع الحدود التي قال عنها توم باراك انها غير عادلة استنادا لمقولة ترامب ان إسرائيل مساحتها صغيرة ويجب أن تتوسع ، واليوم في خضم صراع الضباع وانبطاح الأرانب أصبح كل ذلك سهل التحقيق لنتنياهو وكيانه
— محمد الفيتوري (@alfytwry3364) May 25, 2025
وذهب أحد الحسابات إلى اعتبار كلام باراك “تمهيدا لإسرائيل الكبرى”، في ظل حديث متكرر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن “شرق أوسط جديد” يبتلع حدود سايكس بيكو.
يشار إلى أن منشور باراك جاء عقب لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في تركيا، حيث أشاد الأخير بإجراءاته المتعلقة بالمقاتلين الأجانب والعلاقات مع إسرائيل.
هل أعلنت واشنطن نهاية سايكس بيكو؟
تصريح خطير أدلى به توماس باراك (سفير ترمب في أنقرة ومبعوثه الخاص إلى سورية)، تحدث فيه عن نهاية سايكس بيكو (١٩١٦) وتلاشي نفوذ الغرب!.
١٠٩ أعوام لم تنجُ فيها المنطقة من حروب وأزمات وتدخلات، لكنَّ موقف إدارة ترمب ينبئ أن صراع القوى الكبرى بلغ مرحلة…— أحمد رمضان Ahmed Ramadan (@AhmedRamadan_SY) May 25, 2025
ووقعت اتفاقية سايكس بيكو السرية بين فرنسا وبريطانيا على اقتسام تركة “الدولة العثمانية” على الأراضي العربية الواقعة شرقي المتوسط عام 1916. ولم يعرف العرب شيئا عن الاتفاقية إلى أن نشرت الحكومة البلشفية في روسيا نصوصها أواخر عام 2017.