الحكمة من رمي الجمرات أثناء مناسك الحج.. يرمي الحجاج الجمرات ضمن شعائر الحج حيث يرمي الحاج 7 حصيات في كل يوم من أيام التشريق، بدءًا من جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر، ثم الجمرات الثلاث في الأيام التالية وفي السطور التالية من التقرير نتعرف على الحكمة شرعًا الحكمة شرعا من رمي الجمرات أثناء مناسك الحج.
ما الحكمة من رمي الجمرات أثناء مناسك الحج؟
تتمثل الحكمة من رمي الجمرات في 4 أسباب رئيسية قد يجهلها عدد كبير من المسلمين ويمكن تلخيصها في التالي:
- الحكمة من رمي الجمرات أولًا: أن رمي الجمرات هو اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي قال في حديثه: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»، حيث رمى النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع.
- ثانيًا: أنها تأتي طاعة لأمره صلى الله عليه وسلم، مصداقًا فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ».
- ثالثًا: أن رمي الجمرات التذكر لما حدث لسيدنا إبراهيم -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام، وذلك أنه لما أمره الله -عز وجل- بذبح ولده وسعى لتنفيذ ذلك اعتراضه الشيطان وسوس له بأن لا يذبح ولده، فرماه بسبع حصيات، ثم انطلق فاعترضه أخرى فرماه بسبع ، ثم انطلق فاعترضه ثالثة فرماه، ووضع ابنه على جبينه وأجرى السكين على عنقه فلم ينقطع، وناداه الله بقوله: «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)» (سورة الصافات)، أي: أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد تتمثل لأمر ربه وعصى الشيطان.
- رابعًا: إنه في رمي الجمرات إحياء لهذا النسك ويعد شعيرة من أعظم شعائر الإسلام وترغيمًا للشيطان وإذلالًا له، فإنه يغتاظ حينما يري الناس يرجمون المكان الذي اعترض فيه خليل الله إبراهيم، ففيه إهانة للشيطان وإظهار.
أين تذهب الحصى بعد رمي الجمرات؟
عملية التخلص من الحصى هي عملية آلية تحصل في قبو جسر الجمرات على عمق 15 مترًا، حيث تقوم 3 سيور آلية بتجميع الحصى بعد إلقائها في الأحواض الثلاثة بواسطة الحجاج.
ووفقًا لتقرير بثته قناة العربية، بعد ذلك يتم غربلتها وفصل الحصى عن غيرها، ويعمل النظام على سحب الحصوات بعد تجميعها في جسر الجمرات، وذلك من خلال السيور التي يتم التحكم فيها آليًا، وذلك بقفل أو فتح بواباتها الكهربائية لفلترة الحصى عن غيرها من المخلفات.
ويتم بعد ذلك التخلص من الحصى في المرامي المعتمدة باعتبارها نفايات، وتقدر الكميات التي يتم التخلص منها طبقًا للإحصاءات الرسمية لما يقارب الـ1000 طن، وقال التقرير أن هذا النظام الخاص يعمل عبر بوابات كهربائية في طوابق جسر الجمرات، وتحولها إلى عربات الضواغط التي تنتظرها.
وكانت أفواج الحجاج قد قامت منتصف الليل وقبل فجر أول أيام عيد الأضحى، بالتحرك من مشعر مزدلفة، متوجهين إلى منى لرمي الجمرة الكبرى (جمرة العقبة) بسبع حصيات، وذلك بعد وقوفهم أمس على صعيد عرفات، وأدائهم الركن الأعظم من أركان الحج، قبل أن يبيتوا في مزدلفة، بينما شهدت حركة ضيوف الرحمن انسيابية في التنقل بين المشاعر، وفق خطة التفويج المعدة لذلك.
ويواصل ضيوف الرحمن إكمال مناسكهم أيام التشريق الثلاثة إلا من تعجل منهم فبإمكانه الذهاب إلى الحرم المكى الشريف ليطوف طواف الوادع بعد أن يرمى الجمرات الثلاث «الصغرى، والوسطى، وأخيراً جمرة العقبة الكبرى في اليوم الثانى عشر من ذى الحجة لقوله تعالى «فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه.
حكم رمي الجمرات
قال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، إن الحكمة في رمي الجمرات ترجع عندما استوقف إبليس سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل -عليهما السلام- في منى أثناء تنفيذ سيدنا إبراهيم لأوامر رب العزة حين أمره بذبح ابنه.
وأضاف «عاشور» لـ«صدى البلد» أن إبليس لعب دور الواعظ لسيدنا إبراهيم -عليه السلام- عندما قال له «أمن المعقول أن يذبح الأب ابنه» محاولًا من ذلك أن يجعل سيدنا إبراهيم -عليه السلام- يخالف أوامر الله، وذهب أيضًا إبليس إلى سيدنا إسماعيل -عليه السلام- ليقنعه بمخالفة أوامر والده.
وأشار إلى أن الرد جاء على عكس المتوقع حين رجم سيدنا إبراهيم -عليه السلام- إبليس 3مرات ليحكي لنا قصة استمرت منذ عهد سيدنا إبراهيم إلى يومنا هذا متبعين ومنفذين أوامر الله تعالى.
وتابع: “والحكمة من ذلك أيضًا هي رجم الشيطان الرجيم ليعرف أن العبد الصالح لا يتبع إلا لكلام رب العزة متبعًا لسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم”.
واستشهد بما روى الإمام أحمد في مسنده مرة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومرة موقوفة عن ابن عباس رضي الله عنهما، ولفظ المرفوع منها: «أن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرة الوسطى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرى القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسماعيل قال لأبيه: يا أبتِ أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك من دمي، فإذا ذبحتني فشده، فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودي من خلفه: أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا [الصافات:، 105،104].