2/7/2025–|آخر تحديث: 13:39 (توقيت مكة)
أبلغ جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم 50 عائلة بإخلاء منازلها في مخيم طولكرم بالضفة الغربية تمهيدا لهدمها، ويأتي ذلك وسط استمرار الاقتحامات اليومية والاعتقالات بحق سكان الضفة وإحراق مستوطنين لأراض زراعية.
وذكرت مصادر للجزيرة أن قرار الإخطار بالهدم يأتي ضمن مخطط إسرائيلي أوسع لهدم 104 مبان تضم نحو 400 شقة سكنية، وعشرات المنشآت التجارية التي تعود ملكيتها لعائلات في المخيم.
ويأتي قرار الهدم استكمالا للمخطط المتواصل منذ 21 من يناير/كانون الثاني العام الجاري، حيث صدر بالأشهر السابقة قرارين الأول بموجبه هدم 16 بناية سكنية والثاني 58 بناية.
ومن المتوقع أن يبدأ الفلسطينيون بالتوجه نحو المخيم لإخلاء بعض مقتنياتهم ضمن الفترة التي حددها قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال وهي من الساعة 7 إلى 12 ظهرا.
واستأنف جيش الاحتلال كذلك عمليات هدم وتدمير المباني في مخيم جنين، شمالي الضفة، ضمن المخطط الذي يقضي بهدم نحو 100 بناية سكنية في المخيم.
وقالت مصادر للجزيرة، إن جرافات الاحتلال هدمت عددا من البنايات السكنية خلف “مستشفى جنين الحكومي”، بزعم شق طرق جديدة في المنطقة.
وكانت قوات الاحتلال هدمت ما يزيد على 600 بناية سكنية بشكل كلي، وأكثر من 3 آلاف بشكل جزئي.
وقد أظهرت خرائط وصور تحليلية حديثة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، تحولا كبيرا في عمران وجغرافية مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، شمال الضفة الغربية.
وكشفت مقارنة بين خرائط تعود إلى يونيو/حزيران من العام الماضي، وأخرى حديثة، تغيرا وتحولا كبيرا في جغرافية المخيمات، حيث شق الاحتلال شوارع جديدة من خلال تدمير واسع للمباني السكنية والمنشآت.
دمار كارثي
وبهذا الصدد، قال عضو اللجنة التنسيقية لشبكة المنظمات الأهلية في جنين، عبد الله إن حجم الدمار في مخيمات الضفة بات “كارثيا”، حيث تجاوز عدد البيوت المهدمة في مخيم طولكرم وحده 500 منزل، بينها 400 دمرت كليا و120 مهددة بالهدم، بالإضافة إلى نحو 480 منزلا هدمت في مخيم نور شمس المجاور، وما يقارب 800 محل تجاري تعرضت للهدم الكامل أو الجزئي.
وأضاف أن مخيم جنين شهد هدم أكثر من نصف وحداته السكنية البالغ عددها 3227، فضلا عن تدمير عمارة سكنية من 9 شقق ومحال ملاصقة لمستشفى جنين.
وأكد في مقابلة م مع الجزيرة نت أن ما تبقى من المنازل “غير صالح للسكن” بسبب الأضرار الناتجة عن التفجيرات، مشيرا إلى أن أكثر من 21 ألف نسمة نزحوا قسرا من جنين ومحيطها، وتوزعوا على أحياء قريبة أو انتقلوا إلى محافظات أخرى.
وشدد على أن مناطق كاملة مثل الجابريات غربي جنين باتت شبه خالية من السكان، مع منع أي جهة إعلامية أو حقوقية من توثيق ما يجري في الداخل.
اقتحامات واعتقالات
على الصعيد الميداني، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الثلاثاء مناطق واسعة من الضفة الغربية، في حين أضرم مستوطنون النار في أراض زراعية، وفق إعلام رسمي.
وبثت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد قالت إنها تظهر لحظة اعتقال قوات الاحتلال للأسير المحرر قتيبة عازم من بلدة سبسطية شمال غرب نابلس.
كما أفادت بأن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة جبل أبو رمان في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، كما اقتحمت ضاحية ذنابة شرق طولكرم وبلدة السيلة الحارثية غرب جنين في شمال الضفة دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وطالت الاقتحامات كذلك مدينة نابلس شمال الضفة، وعددا من قراها، حيث أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.
وفي وسط الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الجيب شمال غرب القدس، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع صوب منازل المواطنين، دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات، وفق المصدر ذاته.
وفي منطقة الأغوار الشمالية، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الجيش سلم مواطنا إخطارا بهدم خيمة سكنية شيدها بعد أيام من احتراق خيمته.
وفي قرية مادما جنوب المدينة، أقدم مستوطنون على إشعال النيران في الأراضي الزراعية، وهذا أدى لاشتعال النيران في مئات أشجار الزيتون المعمرة، في حين هرع الأهالي وطواقم الدفاع المدني لمحاولة إخماد النيران، وفق وكافة وفا.
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 988 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.