قبل ألفي وخمسمائة عام، وصف المؤرخ الإغريقي هيردوت مصر بـ “هبة النيل” ، إذ يعتبر نهر النيل شريان حياة الرئيسي بالنسبة للمصريين وأملهم في الحياة، كما أن النيل ساهم في بناء أحد أعظم الحضارات في التاريخ البشري وهي الحضارة المصرية القديمة، لكن سرعان ما تعرض هذا النهر لخطر حقيقي بسبب قيام إثيوبيا ببناء سد ظاهره بهدف التنمية .. إلا أن حقيقته أصبحت معروفة للجميع.
ولأن نهر النيل هو شريان الحياة لأكثر من مائة مليون مصري، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي بلسان عربي مبين، عن نهر النيل وأهميته بالنسبة لمصر والمصريين، ففي رسائل لا تخلو من القوة والوضوح، أعلن الرئيس السيسي رفض مصر الكامل للإجراءات الأحادية التي تقام في حوض النيل الشرقي، موضحا أن من يعتقد أن مصر ستغض الطرف عن حقوقها المائية فهو مخطئ.
دول حوض النيل
الرئيس السيسي رد أيضا على الأكاذيب التي تروج بشأن رفض مصر إقامة أية مشروعات تخص التنمية في دول حوض النيل، حيث أكد أن مصر لا تعارض أي تنمية للشركاء في دول حوض النيل، لكنه شدد في ذات الوقت أنه يجب ألا تؤثر هذه التنمية علي حجم المياه التي تصل إلى مصر.
وفي رسالة بعلم الوصول، أكد الرئيس السيسي أنه إذا تخلت مصر عن حصتها من مياه النيل فإنها تتخلى عن حياتها، موضحا أن مصر ليس لديها موارد أخري من المياه سوى نهر النيل، كما أن مصر لا تسقط عليها كميات كبيرة من الأمطار.
وعلى هامش مؤتمر صحفي مع نظيره الأوغندي، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر دائمًا تقف ضد التدخل في شؤون الآخرين، ولا تتأمر علي أحد، كما أن مصر تسعي للبناء والتعمير والتنمية.
ولأن حديث الرئيس كان حديث المصارحة، كشف الرئيس السيسي أن ملف المياه يمثل جزء من حملة الضغوط علي مصر لتحقيق أهداف أخرى، مشيرا أن وعي وصلابة المصريين هو الركيزة الأساسية لمواجهة أي تحدي أو تهديد محتمل.