في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وتزامن الملفات الأمنية والسياسية على الساحة الدولية، أدلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بسلسلة من التصريحات التي تعكس توجهات الإدارة الأمريكية تجاه عدد من القضايا الحساسة، من بينها ملف تصنيف جماعة الإخوان ، والموقف من الحرب في قطاع غزة، والاعتراف بدولة فلسطينية.
تصريحات روبيو جاءت في وقت يشهد فيه الإقليم تحولات استراتيجية وضغوطًا سياسية متزايدة، خاصة في أعقاب المواقف الأوروبية الأخيرة تجاه القضية الفلسطينية.
تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية
أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن بلاده بصدد اتخاذ خطوات نحو تصنيف جماعة الإخوان كـ”جماعة إرهابية”، لكنه شدد على أن هذه الخطوة تعد “عملية طويلة وتحتاج إلى تدقيق دقيق”. وأوضح روبيو أن الإدارة الأمريكية ستجري عملية مراجعة داخلية شاملة قبل الإقدام على هذا التصنيف، بهدف ضمان عدم إمكانية الطعن عليه أمام المحاكم الأمريكية، مؤكدًا أن الجانب القانوني يعد عنصرًا أساسيًا في اتخاذ مثل هذه القرارات الحساسة.
الموقف من الحرب على غزة
وفي سياق آخر، تناول روبيو الوضع في قطاع غزة، مؤكدًا أن الحرب ستتوقف “في اليوم الذي لا تشكل فيه حركة حماس تهديدًا عسكريًا”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ترى أن استمرار حكم حماس للقطاع أمر غير مقبول، وأن أي حلول مستقبلية يجب أن تضمن إنهاء قدرتها العسكرية.
كما لفت وزير الخارجية الأمريكي إلى أن الاعترافات الأوروبية الأخيرة بدولة فلسطينية جاءت نتيجة “ضغوط سياسية داخلية” في هذه الدول، مشيرًا إلى أن الموقف الأمريكي حيال هذه القضية يظل مختلفًا من حيث آليات التعامل مع الملف الفلسطيني.
الاعتراف بدولة فلسطينية: الموقف الأمريكي
أكد روبيو أن “المستقبل المتعلق بالاعتراف بدولة فلسطينية لن يُحدد بقرار من الأمم المتحدة”، في إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة تعتبر أن هذا الأمر يجب أن يكون نتاج عملية تفاوضية مباشرة بين الأطراف المعنية، وليس عبر قرارات أممية أو ضغوط دولية أحادية الجانب.
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تكشف عن توجهات واضحة للإدارة الأمريكية في التعامل مع الملفات المعقدة في الشرق الأوسط، حيث توازن بين المسار القانوني في القضايا الداخلية مثل تصنيف الإخوان المسلمين، والموقف الحازم تجاه جماعة حماس في غزة، وبين رفض الخطوات الأحادية في الاعتراف بالدولة الفلسطينية. هذه المواقف من شأنها أن تؤثر على مسار العلاقات الأمريكية مع حلفائها في المنطقة وأوروبا، وتعيد صياغة أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في المرحلة المقبلة.